كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

فقال للشيخ محمد حياة السندي: ما تقول يا شيخ في هؤلاء؟.
فأجابه على الفور: {إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} .
درس أحوال نجد وأهل البلدان التي زارها، ورأى ماهم فيه من بُعْدٍ عن الدين، ولا سيما نجد.
ماذا رأى؟.
رأى نجداً كما يحدثنا المؤرخون السالفون لنجد، كابن بشر، وابن غنام، والألوسي، والمعاصرون ك "حافظ وهبة"، وغيره مرتعاً للخرافات والعقائد الفاسدة التي تتنافى مع أصول الدين الصحيحة، فقد كان فيها كثير من القبور تنسب إلى بعض الصحابة، يحج الناس إليها، ويطلبون منها حاجاتهم، ويستغيثون بها لدفع كروبهم، فقد كانوا في الجبيلة يؤمون قبر زيد بن الخطاب، يتضرعون لديه، ويسألونه حاجاتهم وكذلك في الدرعية، كان قبر لبعض الصحابة كما يزعمون..
وأغرب من ذلك: توسلهم في بلد المنفوحة بفحل النخل، واعتقادهم أن من تؤمه من العوانس تتزوج، فكانت من تقصده تقول: "يا فحل الفحول، أريد زوجاً قبل الحول".
وفي الدرعية، كان غار يقصدونه، بزعم أنه كان ملجأ لإحدى بنات الأمير التي فرّت هاربة من تعذيب بعض الطغاة.
وفي شعب غبيرا، قبر ضرار بن الأزور، كانوا يأتون لديه من الشركة والمنكر ما لعل مثله، لا يتصور.
ورأى في الحجاز من تقديس قبور الصحابة وأهل البيت والرسول صلى الله عليه وسلم؛ ما لا يسوغ إلا مع رب الأرباب.
كما رأى في البصرة والزبير، وسمع عن العراق والشام ومصر واليمن من الوثنية الجاهلية ما لا يستسيغه العقل، ولا يقره الشرع.

الصفحة 19