كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

كما سمع عن العيدروس في "عدن"، والزيلعي في اليمن الشئ الكثير.
رأى ما رأى، وسمع ما سمع، وتحقق، ووازن تلك الأفعال المنكرة بميزان الوحيين: كتاب الله المبين، وسيرة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم، وأصحابه المتقين، فرآهم في بعد عن منهج الدين وروحه.
رآهم لم يعرفوا لماذا بعث الله الرسل؟، ولماذا بعث الله محمداً للناس كافة؟، ورأى أنهم لم يعرفوا حالة الجاهلية، وما كان فيها من الوثنية الممقوتة، رآهم غَيَّروا وبدلوا أصول الدين وفروعه، إلا القليل.
هذه حالتهم في دينهم وعبادتهم.
حالة نجد السياسية:
أما حالتهم السياسية: فكما جاء في كتاب "جزيرة العرب في القرن العشرين": رأى أنه ليس هناك قانون ولا شريعة إلا ما قضت به أهواء الأمراء وعمالهم، وكانت نجد متقسمة إلى ولايات عديدة، يحكم كل واحدة منها أمير، لا تربطه وجاره أية رابطة.
ومن أهم هؤلاء الأمراء: بنو خالد في الأحساء، وآل معمر في العيينة، والأشراف في الحجاز.
وعدا هؤلاء، أمراء لا يعبأ بذكرهم.
وقد كان أولئك الأقوام في حروب دائمة، لا سيما مع البادية.
وكان الأمير على قدم الاستعداد عندما تسنح الفرص ليعتدي على جيرانه إذا بدا من هؤلاء الجيران ضعف أو عدم استعداد. انتهى. هكذا كانت حالة بلاد العرب عند إياب الشيخ من رحلته العلمية.
بدء نهضة الشيخ في الإصلاح الديني:
وبعد أن ثبت لديه وتحقق حالتهم السيئة في دينهم ودنياهم، ورأى إقرار العلماء في الحجاز وفي نجد وسائر الأقطار على تلك المنكرات والمبتدعات،

الصفحة 20