كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

يعتقد أن الله واحد أحد، فرد صمد، لا شريك له ولا مثيل، ولا وزير له ولا مشير، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، عالم بكل شيء ما كان وما يكون، ومالم يكن، لو كان كيف يكون، قادر على كل شيء، لا يعجزه شيء، بل هو الفعّال لما يريد، ويثبت جميع صفات الله العليا، وأسماءه الحسنى كما نطق الكتاب، وجاءت به السنة الصحيحة من صفة: العلم، والسمع، والبصر، والقدرة، والإرادة، والكلام، والاستواء على العرش، والنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا، وسائر الصفات الذاتية والفعلية والخبرية.
يؤمن بها، ويمرّها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
توحيد العبادة والربوبية:
يعتقد: بأن الله هو الحي القادر الخالق، الرازق، المحيي، المميت.
يؤمن بأن يُفرد ربنا بالعبادة، ولا يُشرك به أحد، لا ملك مقرّب، ولا نبي مرسل.
ويبرأ من عبادة ما سواه كائناً ماكان، وهذا هو الحكمة1 التي خلق الله لأجلها الجن والإنس، وأُرسلت لها الرسل، وأُنزلت بها الكتب.
ويبرأ من عبادة الأحجار والأشجار والصالحين الأخيار.
ويبرأ من عابديها، ويقيم الحجج العقلية والنقلية على أنها شرك وضلال، وكفر بالله ذي الجلال، كقوله تعالى حكاية عن قول الرسل لأقوامهم: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} .
وكقوله: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} .
__________
1 قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ، فقد صرح القرآن أنه لم يخلق الخلق إلا لأجل عبادته، وما روي من حديث: ""لولاك لولاك لما خلقت الأفلاك" فباطل لا اصل له.

الصفحة 32