كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، وبقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} .
وثبت عن الحميدي شيخ البخاري وغيره، من أئمة الحديث أنه قال: "أصول السنة" فذكر أشياء وقال: "ما نطق به القرآن والحديث، مثل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} ، ومثل: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وما أشبه هذا من القرآن والحديث، لا نرده، ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة، ونقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، ومن زعم غير هذا فهو جهمي".
فمذهب السلف رحمة الله عليهم: إثبات الصفات، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود، لا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم.
ولو ذهبنا نذكر ما أطلعنا عليه من كلام السلف في ذلك لطال الكلام جداً، فمن كان قصده الحق، وإظهار الصواب، اكتفى بما قدمناه.
ومن كان قصد الجدال والقيل والقال، لم يزده التطويل إلا الخروج عن سواء السبيل، والله الموفق" اهـ.
المسائل التي دعا إليها الشيخ ووقع فيها الخلاف بينه وبين الأكثرين
1- توحيد العبودية:
ويقال له: توحيد الألوهية، وهو الذي بعث الله من أجله الرسل، من نوح إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} .
وحيث رأى الشيخ أهل نجد وغيرها، كما سبق، قد ألّهوا قبور الأنبياء والصالحين، وبعض الغيران والأشجار، وصرفوا بعض العبادات إليها، كالنذر والحلف والنحر والاستعانة والاستغاثة، إلى غير ذلك، مما لا ينبغي

الصفحة 43