كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

كحديث: "لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج" وحديث: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد" إلخ.
وأمر الشيخ بهدم تلك القبب المشيدة اتباعاً للأحاديث الصحيحة، كحديث أبي الهياج الأسدي لَمَّا قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله؟، أن لا تدع تمثالاً إلى طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته.
وفقهاء المذاهب الأربعة وغيرها قد سبقوا الشيخ بمنع هذه الأمور وتحريمها، وإن عَبّر بعضهم بالكراهة في بعض منها، فإنما القصد كراهة التحريم لا التنزيه، والكراهة في القرآن والسنة وعلى لسان السلف تُطلق على التحريم.
والكراهة بمعنى: "لا يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها" اصطلاح حادث لا عبرة به، كما لا عبرة بقول بعض الفقهاء بتحريم البناء على القبر إن كان في أرض مسبلة لئلا تضيق الأرض على الموتى، وإن كان في ملكه فلا، بل يكره.
وإنما قلنا: لا عبرة به، لأن الأحاديث المانعة من البناء، والآمرة بهدمه، عامة، وما أتى عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما يخصصها.
وليست عِلَّة التحريم تضييق الأرض كما زعم أولئك، بل العلة أن البناء يفضي إلى تعظيم المقبور ودعائه من دون الله، وهذا أمر مشاهد ملموس، لا يقبل الجدل والنزاع.
5- توحيد الأسماء والصفات:
قد سبق ما جاء في رسائل الشيخ، أنه في المعتقد على ما كان عليه السلف الصالح، من الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة الأربعة وغيرهم، وهو إثبات الأسماء والصفات، من غير تمثيل ولا تكييف.
ولم يرق للمخالفين هذا الاعتقاد، حيث كانوا مؤولين ومقلدين للجهم

الصفحة 46