كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

ابن صفوان، والجعد بن درهم، مستمسكين بشبه فلسفية، لا تتفق مع آي القرآن والأحاديث الصحيحة، ومعتقد الصحابة والتابعين، والأئمة المهتدين، رضوان الله عليهم أجمعين.
6- إنكاره للبدع:
أنكر الشيخ البدع والمحدثات في الفروع، كالاحتفال بالمولد، والتذكير قبل الأذان، والصلاة على الرسول بعد الأذان جهراً، والتلفظ بالنية، وقراءة حديث أبي هريرة، عند صعود الخطيب على المنبر.
كما أنكر طرائق الصوفية المبتدعة، وما إلى ذلك من المبتدعات التي لم يرد في استحبابها عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه.
وقد ألَّف العلماء قبل الشيخ في إنكار البدع والمحدثات، كابن وضاح، والطرطوشي، والشاطبي.
افتراء أعداء الشيخ عليه بما هو برئ، وتلقيب أتباعه بالوهابية:
لَمَّا دعاهم الشيخ إلى التوحيد الخالص، ونبذ الشرك ووسائله، والبدع والخرافات والأوهام.
وكان الأكثرون من أهل نجد وسائر الأقطار قد انغمسوا في حمأة تلك الرذائل، وورثوها عن آبائهم السالفين، تربى عليها الصغير، وهرم عليها الكبير؛ رأوا بفاسد فكرهم أن فيما يدعو إليه الشيخ تهجيناً بهم، ونسبتهم إلى الجهل والإشراك، وإزراءاً بآبائهم، ولا سيما أدعياء العلم، رأوا أنهم إن اتبعوه انحط مقامهم، وصغر شأنهم عند العامة، حيث إن العوام سيقولون: إن هؤلاء كانوا يزعمون بأنهم علماء، هادون إلى الخير، وكانوا يتصدرون للفتوى وللتعليم، وقد أتى هذا الشيخ وأبان جهلهم وفساد عقائدهم، وأنهم ليسوا على شيء، إلى غير ذلك مما أملاه عليهم الشيطان، وقادهم إليها الهوى، وحب الرياسة، إلى أن يستكبروا عن قبول الحق، وتسلحوا بسلاح الجدل والمكابرة.

الصفحة 47