كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

نفوس المسلمين، ويحقر من شأنها عندهم، فلا تبقى صاحبة الحق في دعوى الخلافة عليهم.
وما زالوا بالدولة العثمانية يستنصرون بقوتها وجيشها، ويستفزون ملوكها وقضاتها بأساليب الخداع، وأنواع الإغراء؛ بأنها حامية الحرمين الشريفين، وحامية الإسلام، وأوغروا صدر الدولة على دعوة الشيخ، وشوهوا وجهها الجميل مما كذبوا عليها وألصقوه بها من الفرى والبهتان، حتى بلغت بهم الوقاحة، وقِلَّة الحياء والإيمان إلى حد أن زعموا: أن السعوديين النجديين لا يقولون في الأذان: أشهد أن محمداً رسولالله، بل يقولون: محمد رسول الله.
قال في::جزيرة العرب في القرن العشرين" ما نصه
"سمعت في نجد: أن حكام نجد الشمالية أثناء خصومتهم مع آل سعود، كانوا يكتبون إلى الأتراك: أن آل سعود اتخذوا راية شعارها: لا إله إلا الله محمد رسول الله "بحذف ميم محمد" تنفيراً للأتراك من خصومهم، وأنهم يعلمون حق العلم أن هذا كذب"اهـ.
وما زالوا بالعثمانيين يتوسلون إليهم، وإلى شيوخ إسلامهم، وقواد جيشهم؛ حتى انخدعت الدولة بأولئك المفترين، وزاد الطين بلة ما رأت الدولة من قوة انتشار دعوة الشيخ، وتأسيس دولة آل سعود، ورأت أن الدولة السعودية قد بسطت نفوذها على نجد، وامتد إلى عمّان، وأخذت تغزو العراق وأطراف الشام، وخافت أن يزول استعمارها من البلدان العربية، لا سيما بعدما فتح آل سعود مكة المكرمة سنة 1218هـ.
قام العثمانيون عنئذ بدورهم السياسي، واستعملوا القلم والسنان ضد الشيخ وأتباعه النجديين.
أما القلم فأخذوا يوعزون إلى بعض العلماء ممن قَلَّ نصيبه من الدين والعقل والحياء، بأن يؤلِّفوا ضد الشيخ وأتباعه، وينشروا بين الناس تلك الأكاذيب.
وأما السنان فقد أمرت الدولة "محمد علي باشا" واليها بمصر، أن يجهز الجيوش الجرارة لحرب النجديين وإبادتهم.

الصفحة 49