كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

والقصد الوحيد من تلك الدعايات والإشاعات الباطلة: صد الناس عن اعتناق الدعوة.
وأمرٌ آخر وهو: أن لا تقوى شوكة السعوديين، ويتسع نفوذهم، كي تبقى سيطرة الأتراك، وإمارة الأشراف.
ولكن الله ردّ كيدهم في نحرهم، وعاملهم بنقيض قصدهم؛ فانتشرت دعوة الشيخ في سائر الأقطار، وعرف كثير من الناس صحتها وحقيقتها، وأنها لا تخرج عن نطاق الكتاب والسنة، فاعتنقها كثيرون، وألّف جمع من المعتنقين لها كتباً في تأييدها والدفاع عنها1.
ولا زالت الدعوة تزداد نفوذاً وقوة وانتشاراً، ما كرّت الليالي والأيام، وأزال الله دولة الأتراك والأشراف، ومكّن الله الدولة السعودية مرّة أخرى بقيادة مليكها الراحل "عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل السعود" رحمه الله، وبسطت سيطرتها ونفوذها على نجد والحجاز وعسير، وعرف الجمهور كذب أولئك المفترين.
ومن معاملة الله لهم بنقيض قصدهم، هو: أنهم قصدوا بلقب الوهابية ذمهم، وأنهم مبتدعة، ولا يحبون الرسول كما زعموا، صار الآن لقباً لكل من يدعو إلى الكتاب والسنة، وإلى الأخذ بالدليل، وإلى الأمر بالمعروف الونهي عن المنكر، ومحاربة البدع والخرافات، والتمسك بمذهب السلف.
فترى كل من تنكر عليه أو ينكر غيرك عليه، بدعة أو منكراً صار يقابلك بقوله: "أنت وهابي"، فصار هذا اللقب والحمد لله مدحاً وعَلَماً على الفرقة التابعة للكتاب والسنة، وعلى كل من يعتنق مذهب السلف الصالح، وعلى كل من يدعو إلى توحيد الألوهية والعبادة، وكفاهم فخراً وشرفاً، وما أحسن قول الشيخ عمران رحمه الله:
__________
1 كمؤلف "صيانة الإنسان"، و "نيل الأماني".

الصفحة 51