كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

فهل هؤلاء محبون للرسول حقاً وصدقاً؟، أم الذين يتظاهرون بحب الرسول بألسنتهم وبالقصائد في مدحه صلى الله عليه وسلم، وبلفظ: "اللهم صل على سيدنا محمد" عند ذكره؟.
والحال أنهم يأتون أفانين البدع وأنواع المحدثات، وينبذون السنة المطهرة خلف ظهورهم، ويحكّمون القوانين والآراء بدلاً عن القرآن والسنة.
فيا أيها القارئ؛ وازن بين الطرفين بميزان العدالة، واحكم بالعدل والإنصاف. والله يتولى الهداية والتوفيق.
من رسالة الشيخ: محمد بن عبد الوهاب أجزل الله له الأجر والثواب في بيان ماهم عليه، وكذب ما نسب إليه1
ننقل أيها القارئ من هذه الرسالة التي كتبها الشيخ عبد الله بعد دخول الإمام سعود رحمه الله مكة المكرمة سنة 1218هـ، جواباً لمن سأله عما يعتقدونه ويدينون الله به، فأجاب بما ستقف عليه:
قال رحمه الله بعد البسملة والحمدلة:
"أما بعد:
فإننا معاشر غزو الموحدين لَمَّا مَنَّ الله علينا وله الحمد بدخول مكة المشرّفة نصف النهار، يوم السبت، 9 شهر محرم الحرام، سنة 1218هـ، بعد أن طلب أشراف مكة وعلماؤها وكافة العامة من أمير الغزو سعود حماه الله؛ الأمان، وقد كانوا تواطأوا مع أمراء الحجيج وأمير مكة على قتاله، أو الإقامة في الحرم ليصدوه عن البيت، فلما زحفت أجناده الموحدين ألقى الله الرعب في قلوبهم، فتفرقوا شذر مذر، كل واحد يعد الإياب غنيمة، وبذل الأمير حينئذ الأمان لمن بالحرم الشريف، ودخلنا وشعارنا التلبية، آمنين، محلقين رؤوسنا ومقصّرين، غير خائفين من أحد من المخلوقين، بل من مالك يوم
__________
1 رسالة الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، التي نقلت عنها هي في "الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية"، التي تشتمل علىخمس رسائل لكبار أئمة نجد وعلمائها، جمع وترتيب: الشيخ سليمان بن سحمان، رحمه الله.

الصفحة 54