كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

العبادات، لا حال الحياة، ولا بعد الممات، بل يطلب من أحدهم الدعاء، بل ومن كل مسلم، فقد جاء في الحديث: "دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه" الحديث. وأمر صلى الله عليه وسلم عمر وعلياً بسؤال الاستغفار من "أويس" ففعلا.
ونثبت الشفاعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة حسبما ورد، وكذا نثبتها لسائر الأنبياء والملائكة والأولياء والأطفال حسبما ورد أيضاً، ونسألها أيضاً من المالك لها، والإذن فيها لمن يشاء من الموحدين الذين هم أسعد الناس بها، كما ورد، بأن يقول أحدنا متضرعاً إلى الله تعالى: "اللهم شفّع نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم فينا يوم القيامة" أو: "اللهم شفّع فينا عبادك الصالحين أو ملائكتك"، أو نحو ذلك مما يُطلب من الله، لا منهم.
فلا يقال: يا رسول الله، أو يا ولي الله؛ أسالك الشفاعة، أو غيرها، كأدركني، أو أغثني، أو اشفني، أو انصرني على عدوي، أو نحو ذلك، مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى.
فإذا طلبت ذلك مما ذكر في أيام البرزخ، كان من أقسام الشرك؛ إذ لم يرد بذلك نص من كتاب أو سنة، ولا أثر من السلف الصالح على ذلك.
بل ورد الكتاب والسنة وإجماع السلف أن ذلك شرك أكبر، قاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم" اهـ ما أردنا نقله من تلك الرسالة.
وقد اتضح لك أيها القارئ أن الشيخ وأتباعه في الأصول على مذهب السلف الصالح، وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد، وقد يخالفون المذهب للدليل، كما هو إجماع أهل العلم.
وأنه لم يبتدع ولم يقل إلا وحّدوا ربكم، وتمسكوا بسنة نبيكم، ودعوا المحدثات، ولا يغرّنكم كثرة السالكين المسلك المخالف لمسلك الرسول وأصحابه.
كما اتضح لك كذب ما نُسِبَ إليهم من تلك المفتريات التي ذكرناها فيما سلف، وذكر كثيراً منها الشيخ: عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب.

الصفحة 59