كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

فيقال للمخالفين وللمفترين: أرونا هذه المفتريات أو بعضها في شيء من مؤلفات الشيخ، أو من مؤلفات أبنائه، أو مؤلفات أئمة الدعوة؟.
ولا شك أنهم لا يستطيعون أن يثبتوا حرفاً واحداً في كتاب الشيخ وأتباعه.
وأما نحن، فنقول: هذه كتبهم، تُطبع وتُنشر، وقد بيّنا لكم معتقد الشيخ وما دعا إليه.
فإن كنتم في شك، فاقرأوا شيئاً من كتبه أو كتب أبنائه وأحفاده؛ لتطلعوا على الحقيقة، وتعرفوا كذب أولئك الأفّاكين، الذين اغتر بهم الأكثرون، وحسبوهم علماء محققين، ولا يقولون إلا الحق والصواب، والحال قد بان أنهم: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ} الآية.
وأزيدك بياناً وإيضاحاً بأن أنقل لك من "تاريخ نجد" لمحمود شكري الألوسي رحمه الله مناظرة ذكرها في تاريخه، جرت بين عراقي وهو "داود بن جرجيس البغدادي" وعالم نجدي، وهو الشيخ: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، مؤلف "منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس".
وإنما أنقل بعضها لك، لما تضمنت هذه المناظرة من الفوائد النافعة، والمسائل القيمة، والجواب عن بعض ما اشتبه على بعض الناس، وكشف ما أشكل. وها أنا ألخص منها ما يمسّ بموضوعنا.
قال العراقي:
لِمَ تكفّرون يا أهل نجد المسلمين وعباد الله الصالحين، وتعتقدون ضلالهم، وتبيحون قتالهم، واستبحتم الحرمين الشريفين، وجعلتموهما دار حرب، واستحللتم دماء أهلهما وأموالهم، وجعلتم دار مسيلمة الكذاب هي دار الهجرة، ودار الإيمان، مع ما ورد فيها من الحديث أنها مواضع الزلازل

الصفحة 60