كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

كل خلاف، لا سيما ما خالف النصوص والإجماع، وأفتوا بهذا في مسائل لا تحصى في أصول الدين وفروعه.
فلو كان وجود الخلاف من الشبه، لحكما بضلالتهم في ذلك كله، وهم مجمعون على عكس ما قال السائل. ولو أفتى ألوف بما يخالف النصوص فهم في جانب النص والحجة، ولو مع واحد من الألوف.
قال الفضيل بن عياض: "لا تستوحش من الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين".
وأحسن منه وأدلّ قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ، فبطل الاحتجاج بالكثرة في الأصول والفروع، وما أحسن ما قيل:
وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له من حظ من النظر
قال السائل:
يا أهل نجد، ألم تعلموا أن من كفر المسلمين، هو في جملة المارقين؟، فما بالكم، اقتديتم بالخوارج، وسلكتم تلك المسالك والمناهج، ووافقتم مذهبهم الباطل، واعتقادهم العاطل، حيث قال أولئك: "لا حكم إلا لله"، وقلتم: "لا يعبد إلا الله"، وكل من الكلمتين معنى أريد بهما باطل، وتضليل الأمة المحمدية.
قال المجيب:
أيها السائل، لو عرفت حقيقة الحال؛ لما صدر منك هذا المقال، فأين أهل الإسلام والتوحيد الذين يكفّرون من عبد الأنبياء والأولياء والصالحين، ودعاهم مع الله، من الخوارج الذين يكفرون أهل القبلة والإيمان؟. وكأن عبدة القبور عندك هل سنة وجماعة!. ليس الأمر كما ظننت. {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} . ما أردنا نقله انتهى"
ثم ذكر الشيخ حقيقة مذهب الخوارج، ومبدأ أمرهم، وبيان ما عليه عباد القبور، وبيان حال الشيخ محمد رحمه الله ومذهبه ومعتقده، إلى آخر ما ذكره.

الصفحة 70