كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

المشابهة بين عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته وبين عصر الشيخ محمد ودعوته:
ليس القصد أن نجعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب كالرسول صلى الله عليه وسلم، لأن الرسول قد فضّله الله على جميع الأنبياء والمرسلين، وجعله خاتمهم، وليست درجته كدرجة غيره.
وأما الشيخ محمد، فعالم مصلح، مجدد لما اندرس من دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإلى القارئ وجه الشبه بين العصرين في بعض الأمور التي جرت للرسول الأكرم وللشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
1- عصر الرسول كان عصراً قد بلغ من فساد العقائد والعادات والأخلاق مبلغاً عظيماً.
فالأصنام كانت تُعبد من دون الله في المسجد الحرام عند الكعبة وغيرها.
وكانت العرب قد انحطّت إلى أسفل الدركات من الوثنية الممقوتة والعادات السافلة الرذيلة، من: شرب الخمور، والبغاء، ووأد البنات، وتحكم الأقوياء في الضعفاء.
وقصارى ما يقال في هذا العصر: أنه عصر انتحار الفضائل الإنسانية الكبرى، والمعاني السامية العليا.
وكان عصر الشيخ ابن عبد الوهاب شبيهاً بذلك العصر، بما كانوا فيه من جاهلية مطلقة، كما كانوا غارقين في أودية الجهالة والرذيلة والوثنية المسبوكة في قالب حب الصالحين.
وأوجز ما يقال فيه: أنه عصر انتحار الفضائل الإنسانية والمعاني الرفيعة، يضاف إليه محو الدين، والخضوع لسلطان الخرافات والبدع.
2- بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بعد فترة من الرسل، وكانت الإنسانية بما أصابها في مقاتلها تنتظر وتتعطش إلى هذه البعثة الكريمة، لعلها تهتدي بعد الضلال البعيد، وتنتقل من فوضى الأخلاق والطباع إلى نظام وطمأنينة وراحة.

الصفحة 71