كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

وجاء الشيخ في وقت كانت جزيرة العرب في أمسّ الحاجة إلى مصلح بعالجها من أمراضها القاتلة، ويرجع بها إلى تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، وينقذها مما وقعت فيه، ويأخذ بيدها من تلك الهوة السحيقة التي ارتطمت فيها، لكي تسير في سبيل مستقيم، حيث تصفو العقائد، وتشفى العقول، حيث النور المنبثق من القرآن والسنة يملآن الرحاب والبقاع.
3- كما وفق نبينا في الدعوة إلى الله وتوحيده، ونبذ الشرك وتهجينه.
وفّق محمد بن عبد الوهاب في تجديد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، والسير على منهاجه، ونشر ما أتى عنه، نقياً خالصاً من كل شائبة وباطل.
4- لم يطلب المقام للرسول صلى الله عليه وسلم بمكة التي ولد فيها بإيذاء قريش له، وتسلطهم عليه بالسوء والأذى، حتى أجمعوا أخيراً على قتله، فهاجر إلى المدينة مع صديقه، ووجد من الأنصار عوناً وحباً، ثم تبعه صحابته فانتقلوا إليها مستخفين، خشية من الأذى والفتك، وفراراً بالدين والعقيدة.
وكذلك الشيخ، قد تآمر عليه مماليك بلده الذي ولد فيه على قتله1، وتسوروا عليه الجدار، ولقي من أهله الأذى والتنكيل، مما جعل الإقامة به أمراً مستحيلاً، ففر بدينه وعقيدته إلى الدرعية، ولقي فيها محببين كانوا عوناً له.
هنالك استطاع أن يهنأ بالعبادة والدين، وانتقل مريدوه وأتباعه إليها هرباً بمعتقداتهم وأرواحهم.
5- كما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه للمدينة وهو مهاجر، أن تبعه سراقة بن مالك، طمعاً في جعل قريش.
__________
1 هذا خلاف المعروف، وإنما المعروف أن التآمر وقع في حريملاء، وبسببه انتقل الشيخ رحمه الله إلى العيينة، كما ذكر ذلك الشيخ ابن بشر في تاريخه. عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

الصفحة 72