كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

5- انتشر الأمن في جميع أرجاء نجد، حتى كان الماشي والراكب يمشي المسافات الطويلة، ذات اليالي والأيام، لا يخاف إلا الله، ولو كان عنده من الأموال ما تنوء بحملها عصبة من الرجال.
6- لم تكن نجد معروفة لدى الأمم، وكانت حقيرة، وليس لها حساب، ولا ميزان، ولا قيمة، ولم يكن لها ملِك ولا حاكم معروف، ما عدا بعض الأمراء الصغار الذين كانوا يحكمون قرية أو قريتين؛ فأصبحت نجد ببركة هذه الدعوة مملكة موحّدة، طار صيتها في الآفاق، ووضعت في صف الأمم.
وكانت الدولة إذ ذاك الدولة العثمانية، حسبت لها ألف حساب وحساب، وخافت على سلطتها وسيطرتها من هذه الدولة السعودية المباركة، حتى جرت الجيوش الجرارة لمحاربتها وإماتتها.
7- إنه بقي من آثارها: هذه الدولة السعودية الحاضرة، الممتد سلطانها من الخليج العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، دولة الكتاب والسنة والتوحيد النقي.
دولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، دولة نشرت العدل والأمن والسلام.
دولة عززت من مركز العلم، وقامت بنشره بين جميع أفراد الرعية، وكل من يفد إليها، فأسست المعاهد العلمية والكليات، والمدارس وأنفقت الأموال الطائلة للمدرسين والدارسين، سواء كانوا من الوطنيين، أو من غيرهم. دولة تمثل الصدر الأول والسلف الصالح في أحكامها، وهيمنتها على الأخلاق، وتحكيمها للكتاب والسنة.
دولة تسهر على مصالح الرعية، وتعمل لرفاهية الشعب، ومحاربة الفقر، ورفع مستوى المعيشة، كما تسهر على راحة الحجاج، وبذل جميع الوسائل لرفاهية الحجاج، وتذليل جميع العقبات أمامهم، وترغيبهم في العودة المرّة بعد المرة إلى حج بيت الله الحرام، وزيارة المسجد النبوي، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام.

الصفحة 76