كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

وبالجملة؛ فهي أحسن الدول العربية في تحكيم الشرع، ونشر الأمن والعدل والعلم، ومحاربة أهل البدع والضلال، والأخذ على أيدي السفهاء والعابثين بالأخلاق، والمنتهكين الحرمات.
أيدها الله، ووفقها للخير والنفع العام.
انتشارها في الخارج:
انتشرت دعوة الشيخ في خارج نجد من أجل استيلاء الدولة السعودية على مكة المكرمة سنة 1218هـ، وأصبح حجاج البلاد الإسلامية يفدون إلى مكة المكرمة، ويشاهدون علماء هذه الدعوة الحقة، ويستمعون خطبهم ومواعظهم، وإرشاداتهم السديدة، وتوجيهاتهم القيمة، كما شاهدوا سيرة الدولة السعودية إذ ذاك، وما هي عليه من الاعتصام بالكتاب والسنة، ونشر الأمن والعدل والإنصاف.
فتأثر بعض الحجاج بدعوة الشيخ، فأخذ ينشر في بلاده التوحيد، ويحارب الخرافات الشائعات في بلاده، كما قام بضد القبوريين والداعين إلى تقديس القبور وبناء القباب عليها.
فانتقلت هذه المبادئ الإصلاحية إلى السودان في إفريقيا، وسومطرة في آسيا والهند.
كما انتشرت في العراق والشام ومصر والجزائر وجاوة، وعمان، وفارس، وكان هدف رعاتها في كل مكان تحل به هو: محاربة الفساد، والقضاء على البدع والخرافات، وتصحيح العقيدة الدينية.
فقامت الثورات على يد دعاة الوهابيين ضد الوضاع السائدة في البلاد.
أما في السودان فقد كان الداعية هو الشيخ عثمان بن فودي، أحد أفراد قبيلة الفولا، وهي من قبائل رعاة السودانيين، فإنه بعد التقائه بعلماء الدعوة في موسم الحج، وبعد اعتناقه المبادئ التي دعا إليها الشيخ؛ عاد إلى بلاده، وأخذ يحارب البدع الشائعة بين عشيرته وقومه، ويعمل للقضاء على بقايا الوثنية وعبادة الأموات، التي كانت لا تزال مختلطة بالعقيدة الإسلامية في

الصفحة 77