كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

نفوس السودانيين، وأخذ ينشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة، ويذيع مبادئ الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فاستطاع أن يجمع حوله قبيلته في وحدة متماسكة، مرتبطة برباط الدين المتين، بعد أن كانت منقسمة إلى عدة وحدات ضعيفة متخاذلة.
وبعد ذلك ابتدأ حروبه سنة 1802م ضد قبائل الهوسا الوثنية، وقضى على مملكة غبر، التي كانت تقع على مجرى نهر النيجر.
وما مضت سنتان، حتى أقام عثمان مملكة (سوكوتو) في السودان على أساس من الدعوة الدينية الوهابية، ومدت رواقها على جميع الأقطار الواقعة بين (تمبكتو) وبحيرة (تشاد) ، وبقيت محافظة على استقلالها ووحدتها نحو قرن، حتى استطاع الاستعمار الأوربي، أن يقضي على ما كان لها من استقلال ووحدة. وكما غزت الدعوة الوهابية السودان، كذلك غزت الدعوة بعض المقاطعات الهندية بواسطة أحد الحجاج الهنود، وهو السيد أحمد.
وقد كان هذا الرجل من أمراء الهند، وذهب إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، بعد أن اعتنق الإسلام سنة 1816 م.
فلما التقى بالوهابيين في مكة اقتنع بصحة ما يدعون إليه، وأصبح من دعاة المذهب، الذين تملكهم الإيمان، وسيطرت عليهم العقيدة.
ولما عاد سنة 1820م إلى وطنه في الهند بجهة البنغال، وجد ميداناً صالحاً للدعوة بين سكان المنطقة من الهنود المسلمين، الذين اختلطت عقائدهم وتقاليدهم الدينية بالكثير من عقائد الهندوس وعوائدهم.
فابتدأ الدعوة في مدينة (بتين) ، ودعا إخوانه المسلمين ليؤمنوا بمبادئ الإسلام الصحيحة، ويتركوا البدع والعقائد الهندوسية، التي كانت شائعة بنيهم.
وبعد مرحلة من الجهاد استطاع هؤلاء المسلمون الوهابيون أن يقيموا الدولة الإسلامية على أساس من المبادئ الوهابية، بجهة البنجاب، تحت حكم الداعية السيد أحمد.

الصفحة 78