كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

ثم عاد إلى الجزائر، وابتدأ حركته الإصلاحية على ضوء تعاليم الإصلاح الدينية الإسلامية، التي أضرم نارها في الجزيرة العربية: محمد بن عبد الوهاب.
انتهى بحذف واختصار1.
وكما انتشرت في الجزائر بواسطة الدعوة السنوسية، فقد انتشرت هذه الدعوة المباركة بحضرموت، وجاوة بواسطة السيد محمد رشيد رضا، وتأليفه جمعية الإرشاد الداعية هناك إلى الكتاب والسنة، ونبذ البدع والخرافات، بق مبادئ الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
وقد تأثر فيها كثيرون بحضرموت، وعدن، وجاوة، كما هو معروف.
بالجملة؛ فقد كان لهذه الدعوة أثر عظيم خطير في العالم الإسلامي من نواح مختلفة، وكانت الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله تأثر بها زعماء الإسلاح في سائر الأقطار الإسلامية، وكل الحركات الإصلاحية مدينة للدعوة الوهابية.
ويمكن تحديد الصلة بينها وبين كل من هذه الحركات، إما عن طريق الاقتباس، أو المحاكاة، أو مجرد التأثر.
ثناء العلماء على الشيخ محمد بن عبد الوهاب من المسلمين والغربيين الكافرين:
أكثر العلماء السلفيون والمؤرخون المحققون من الثناء على الشيخ، والتنويه بدعوته القائمة على دعائم الكتاب والسنة.
من ذلك: قصيدة الشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، مؤلف "سبل السلام"، لما بلغه دعوة الشيخ وثورته على البدع والخرافات، وقيامه بالدين الصحيح، والسنة المطهرة، وإرشاد الناس إلى أن يتمسكوا بالوحيين. وإلى القارئ بعض القصيدة:
سلامي على نجد ومن حل في نجد
وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
وقد صدرت من سفح صنعا سقى الحيا
رباها وحياها بقهقهة الرعد
__________
1 من كتاب "النهضات الحديثة" لابن ماضي.

الصفحة 80