كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

وقال الشيخ: حسين بن غنام الإحسائي، رحمه الله، مؤلف "روضة الأفكار والأفهام"؛ يرثي الشيخ: محمد بن عبد الوهاب، ويثني عليه بما هو أهله:
إلى الله في كشف الشدائد نفزع
وليس إلى غير المهيمن مفزع
لقد كسفت شمس المعارف والهدى
فسالت دماء في الخدود وأدمع
إمام أصيب الناس طراً بفقده
وطاف بهم خطب من البين موجع
وأظلم أرجاء البلاد بموته
وحل بهم كرب من الحزن مفظع
شهاب هوى من أفقه وسمائه
ونجم ثوى في الترب وأراه بلقع
وكوكب سعد مستنير سناؤه
وبدر له في منزل اليمن مطلع
وصبح تبدي للأنام ضياؤه
فداج الدياجي بعده متقشع
لقد غاض بحر العلم والفهم والندى
وقد كان فيه للبرية مرتع
فقوم جلاعنهم صدى الرين فاهتدوا
فأسماعهم للحق تصغى وستمع
وقوم ذووا فقر وجهد وفاقة
حووا واقتنوا مافيه للعيش مطمع
لقد رفع المولى به رتبة الهدى
بوقت به يعلى الضلال ويرفع
أبان له من لمعة الحق لمعة
أزيل بها عنه حجاب وبرقع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى
وعام بتيار المعارف يقطع
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه
وأقوى به من مظلم الشرك مهيع
فأنواعر صبح السحق باد سناؤها
ومصابحه عال ورياه طيع
سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها
سواه ولا حاذى سناها سميدع
وشمر في منهاج سنة أحمد
يشيد ويحي ما تعفى ويرفع
وينفي الأعادي عن حماه وسوحه
ويدمغ أرباب الضلال ويدفع
يناظر بالآيات والسنة التي
أمرنا إليها في التنازع نرجع
فأضحت به السمحاء يبسم ثغرها
وأمسى محياها يضي ويلمع
وعاد به نهج الغواية طامساً
وقد كان مسلوكاً به الناس تربع
وجرت به نجد ذيول افتخارها
وحق بالألمعي ترفع

الصفحة 85