كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

فآثار فيها سوام سوافر
وأنواره فيها تضئ وتسطع
لقد وجد الإسلام يوم فراقه
مصاباً خشيناص بعده يتصدع
وطاشت أولو الأحلام والفضل والنهي
وكادت له الأرواح تترى وتتبع
وطارت قلوب المسلمين بموته
فظنوا به أن القيامة تقرع
فضجوا جميعاً بالبكاء تاسفاً
وكادت قلوب بعده تتفجع
وفاضت عيون واستهلت مدامع
يخالطها مزج من الدم يهمع
بكته ذووا الحاجات يوم فراقه
وأهل الهدى والحق والدين أجمع
إلى أن قال:
لئن كان في الدنيا له القبر موضع
فيوم الجزاء يرجى له الخلد موضع
سقى قبره من هاطل العفو ديمة
وباكره سحب من البر همع
وأسكنه بحبوحة الفوز والرضا
ولا زال بالرضوان فيها يمتع
وقال الشيخ: عمران بن علي بن رضوان، من سكان لنجه، من البلدان الفارسية؛ رداً على بعض الملحدين، ومثنياً على الشيخ؛ قصيدة أجاد فيها وأفاد. أولها:
جاءت قصيدتهم تروح وتغتدي
في سب دين الهاشمي محمد
قد زخرفوها للطغام بقولهم
إن الكتاب هو الهدى فبه اقتد
لو أن ناظمها تمسك بالذي
قد قال فيها أولاً إذ يبتدي
لهدى ووفق ثم جاز سعادة
لا شك فيها عند كل موحد
لكنه قد زاع عما قاله
متأولاً فيه بتأويل ردي
فأتت كشهد فيه سم ناقع
من ذاق منه ففي الهلاك المبعد
الشيخ شاهد بعض أهل جهالة
يدعون أصحاب القبور الهمد
تاجاً وشمساناً ومن ضاهاهما
من قبة أو تربة أو مشهد
يرجون منهم قربة وشفاعة
ويؤملون كذلك أخذاً باليد
ورأى لعباد القبور تقرباً
بالنذر والذبح الشنيع المفسد

الصفحة 86