كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

ما أنكر القراء والأشياخ ما
شهدوا من الفعل الذي لم يحمد
بل جوزوه وشاركوا في أكله
من كان يذبح للقبور ويفتدي
فأتاهم الشيخ المشار إليه
بالنسح المبين وبالكلام الجيد
يدعوهم لله أن لا يعبدوا
إلا المهيمن ذا الجلال السرمد
لا يشركوا ملكاً ولا من مرسل
كلا ولا من صالح أو سيد
فتنافروا عنه وقالوا ليس ذا
إلا عجيب عندنا لم يعهد
ما قاله آباؤنا أيضاً ولا
أجدادنا أهل الحجي والسؤدد
إنا وجدنا جملة الآبا على
هذا فنحن بما وجدنا نفتدي
فالشيخ لما أن رأى ذا الشأن من
أهل الزمان اشتد غير مقلد
ناداهم يا قوم كيف جعلتم
لله أنداداً بغير تعدد
لو أنصفوا لرأوا له فضلاً على
أظهرا ما قد ضيعوه من اليد
ودعوا له بالخير بعد مماته
ليكافئوه على وفاق المرشد
لكنهم قد عاندوا، وتكبروا
ومشوا على منهاج قوم حسد
ورموه بالبهتان والإفك الذي
هم يعملون به ومنهم يبتدي
كمقالهم هو للمتابع قاطع
بدخول جنات وحور خرد
حاشا وكلا ليس هذا شأنه
بل إنه يرجو بها لموحد
قالوا له يا كافراً يا فاجراً
ما ضره قول العداة الحسد
قالت قريش قبلهم للمصطفى
ذا ساحر، ذا كاهن، ذا معتدي
قالوا له غشاش أمة أحمد
وهو النصيح بكل وجه يبتدي
هل قال إلا وحدوا رب السما
وذروا عبادة ما سوى المتفرد
وتمسكوا بالسنة البيضا، ولا
تتنطعوا بزيادة وتردد
هذا الذي جعلوه غشا وهو قد
بعثت به الرسل الكرام لمن هدى
من عهد آدم ثم نوح هكذا
تترى إلى عهد النبي محمد
وكذلك الخلفاء بعد نبيهم
والتابعون وكل حبر مهتدي
من هاجهم هذا عليه تمسكوا
من كان مستناً بهم فليقتد

الصفحة 87