كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

وقد جَدَّ في تعليم الناس، وحثهم على الطاعة وأمرهم بتعلم أصول الإسلام، وشرائطه، وسائر أحكام الدين، وأمر جميع أهل البلاد بالمذاكرة في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح، وبين العشائين، بمعرفة الله، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة أركانه، ومعرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونسبه ومبعثه وهجرته.
وأول مادعا إليه كلمة التوحيد، وسائر العبادات التي لا تنبغي إلا لله، كالدعاء، والذبح، والنذر، والخوف، والرجاء، والخشية، والرغبة، والتوكل، والإنابة، وغير ذلك.
فلم يبق أحد من عوام أهل نجد، جاهلاً بأحكام دين الإسلام بل كلهم تعلموا ذلك، بعد أن كانوا جاهلين، إلاالخواص منهم. وانتفع الناس به من هذه الجهة الحميدة أي سيرته المرضية وإرشاده النافع" انتهى.
الأمير: شكيب أرسلان، في الجزء الرابع من حاضر العالم الإسلامي، تحت عنوان: "تاريخ نجد الحديث".
ذكر ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
، ثم قال: "طلب محمد بن عبد الوهاب العلم في دمشق1، ورحل إلى بغداد والبصرة، وتشرّب مبادئ الحافظ حجة الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن عروة الحنبلي، وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة، وأخذ يفكر في إعادة الإسلام لنقاوته الأولى، فلذلك، الوهابية يسمون مذهبهم عقيدة السلف2.
__________
1 أراد الذهاب إلى الشام، فقلّت نفقته، فرجع من بغداد.
2 نعم، ولهم الحق، لأنهم لم يخالفوا السلف قيد أنملة، وكتبهم ناطقة بذلك.

الصفحة 89