كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

كلام: عبد المتعال الصعيدي، في كتابه "المجددون في الإسلام"
قال عنه: "هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب". ثم ذكر ولادته ونشأته، ورحلاته لتحصيل العلوم، ثم قال:
وقد رجع إلى بلده بعد هذه الرحلة العلمية الطويلة، وقد تهيأ له بها مالم يتهيأ لغيره من علماء نجد، فكان أوسع منهم علماً، وأعرف بالعلماء السابقين الذين كانت لهم جولة في الإصلاح، ولم يقع في ذلك الجمود ولاركود، الذي وقع فيه علماء عصره حتى ألفوا ما فيه من البدع وأخذوها على أنها من أصول الدين وأركانه. فلما عاد الشيخ إلى بلده، لم يرض بما رضي به علماء نجد، من السكوت على تلك البدع، وأراد أن يعيد في محاربتها عهد أسلافه من الحنابلة، ولا سيما الشيخ ابن تيمية رحمه الله. وكان قد درس كتبه ورسائله الإصلاحية، فيما درسه في نشأته.
وأخذ يدعو إلى مثل ما دعا إليه ابن تيمية قبله، من التوحيد بالعبادة لله وحده، وإنكار التوجه إلى أصحاب القباب والقبور، وغنكار التوسل بالأولياء والأنبياء إلى الله في قضاء الحاجات.
وقد بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته في بلده يلين ورفق ثم أخذ يرسل بها إلى أمراء الحجاز وغيره من الأقطار. ولما رأى أهل بلده مثابرته على ذعوته، قاموا باضطهاده، فتركهم إلى بلدة الدرعية بنجد، وكان أميرها محمد بن سعود، فعرض عليه دعوته فقبلها، وقام بحمايتها ونشرها في بلاد العرب.
ولم يزل الشيخ يقوم بدعوته في حماية هذه الإمارة، إلى أن مات رحمه الله سنة 1206 هـ"انتهى ملخصاً.

الصفحة 91