كتاب محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه

أحمد بن سعيد البغدادي، في كتابه "نديم الأديب"
عن كتاب محمد بن عبد الوهاب، لأحمد عبد الغفور1.
"وجميع ما ذكره المؤرخون عنها من جهة الاعتقاد محرف".
عن كتاب محمد بن عبد الوهاب لأحمد عبد الغفور.
__________
1 إليك أيها القارئ نص كلام أحمد سعيد منقولاً بتمامه من كتاب "نديم الأديب" ص: 11: "وأما حقيقة هذه الطائفة: فإنها حنبلية المذهب، وجميع ما ذكر المؤرخون عنها من جهة الاعتقاد محرف، وفيه تناقض كلي لمن اطلع عليه بتأمّل، لأن غالب مؤرخي الشرقيين ينقلون عن الكتب الأفرنجية، فإن كان المؤرخ المنقول عنه صاحب دراية وصادق الرواية؛ تجد أن من يترجم كتابه يجعل الترجمة على قدر اللفظ، فيضيع مزية الأصل، وإن كان المؤرخ غير صادق الرواية فمن باب أولى. ومنهم من يقول: إن هذه الطائفة تنتهى عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأوصاف المدح والتعظيم، ويقول: إنها تؤمن بقدم القرآن. وبهذا يظهر بداهية التناقض، لأن من يؤمن بقدم القرآن يؤمن بما فيه، وفي القرآن الشريف مدح النبي عليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} ، وآيات غير هذه كثيرة. أما ما نهى عنه محمد بن عبد الوهاب إنما هو الوصف بأوصاف الألوهية، كالقدرة، والإرادة، وعلم الغيب، كما وصف النصارى عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يُعبد". ومن أراد أن يعرف جلياً اعتقاد هذه الطائفة فليطالع صاحب مصر لهذه الطائفة، فقد ذكره المؤرخ الشهير الموسيو (سيديو) الفرنساوي، وكلامه هذا محذوف من ترجمة كتابه التي أمر بها المرحوم علي باشا مبارك، وخلاصة معناه هي: أن انكلترا وفرنسا حين علمتا بقيام محمد بن عبد الوهاب وابن سعود، وبانضمام جميع العرب إليهما، لأن قيامهما كان لإحياء كلمة الدين؛ خافتا أن ينتبه المسلمون فينضمون إليهما، وتذهب عنهم غفلتهم، ويعود الإسلام كما كان في أيام عمر رضي الله عنه فيترتب على ذلك حروب دينية، وفتوحات إسلامية، ترجع أوروبا منها في خسران عظيم، فحرضتا الدولة العلية على حربهم، وهي فوضت ذلك إلى محمد علي باشا، وحصل ما حصل، ولكل أجل كتاب، وهذه الطائفة بريئة مما ينسب إليها الجاهلون، ومن سبها يأثم. والله أعلم بغيبه وأحكم".
انتهى ما كتبه المذكور في كتابه "نديم الأديب" بكماله. عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الصفحة 97