كتاب الورع لابن أبي الدنيا

221 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ §يُسَخَّنُ لَهُ الْمَاءُ فِي مَطْبَخِهِ فَقَالَ لِصَاحِبِ الْمَطْبَخِ: «أَيْنَ يُسَخَّنُ هَذَا الْمَاءُ؟» قَالَ: فِي الْمَطْبَخِ. قَالَ: «انْظُرْ مُنْذُ كَمْ تُسَخِّنُهُ فِي الْمَطْبَخِ فَأَخْبِرْنِي بِهِ؟» . قَالَ: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: «انْظُرْ مَا ثَمَنُ ذَلِكَ الْحَطَبِ؟» قَالَ: كَذَا وَكَذَا. فَأَخَذَهُ عُمَرُ فَأَلْقَاهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ
222 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَتْ: §اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا عَسَلًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا، فَوَجَّهْنَا رَجُلًا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِيدِ إِلَى بَعْلَبَكَ، فَأَتَى بِعَسَلٍ، فَقُلْنَا يَوْمًا: إِنَّكَ ذَكَرْتَ عَسَلًا وَعِنْدَنَا عَسَلٌ، فَهَلْ لَكَ فِيهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَأَتَيْنَاهُ بِهِ فَشَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: «مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا الْعَسَلُ؟» قَالَتْ: قُلْتُ وَجَّهْنَا رَجُلًا عَلَى دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَرِيدِ بِدِينَارَيْنِ إِلَى بَعْلَبَكَ فَاشْتَرَى لَنَا عَسَلًا. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ فَجَاءَ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ بِهَذَا الْعَسَلِ إِلَى السُّوقِ، فَبِعْهُ، فَارْدُدْ إِلَيْنَا رَأْسَ مَالِنَا، وَانْظُرْ الْفَضْلَ، فَاجْعَلْهُ فِي عَلَفِ دَوَابِّ الْبَرِيدِ، وَلَوْ كَانَ يَنْفَعُ الْمُسْلِمِينَ قَيْءٌ لَتَقَيَّأْتُ»
223 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ السِّمَّاكِ قَالَ: كَانَ §عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقْسِمُ تُفَّاحًا بَيْنَ النَّاسِ، فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ وَأَخَذَ تُفَّاحَةً مِنْ ذَلِكَ التُّفَّاحِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ فَفَكَّ يَدَهُ فَأَخَذَ تِلْكَ التُّفَّاحَةِ فَطَرَحَهَا فِي التُّفَّاحِ، فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ مُسْتَغِيثًا فَقَالَتْ لَهُ: مَالَكَ أَيْ بُنَيَّ؟ فَأَخْبَرَهَا، فَأَرْسَلَتْ بِدِرْهَمَيْنِ فَاشْتَرَتْ تُفَّاحًا، فَأَكَلَتْ وَأَطْعَمَتْهُ، وَرَفَعَتْ لِعُمَرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ دَخَلَ إِلَيْهَا، فَأَخْرَجَتْ لَهُ طَبَقًا مِنْ تُفَّاحٍ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ هَذَا يَا فَاطِمَةُ؟» فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: «رَحِمَكِ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَشْتَهِيهِ»

الصفحة 124