كتاب ذيل القول المسدد

بِهِ فَإِنِّي لَا أَقُول مَا يُنكر وَلَا يعرف رِجَاله ثِقَات وَشَيْخه الْعجلِيّ ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق رَوَاهُ الْخَطِيب من طَرِيق يَحْيَى بن آدم بِمَعْنَاهُ وَأخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه من وَجه آخر عَن سعيد المَقْبُري مُرْسلا بِلَفْظ مَا سَمِعْتُمْ عني من حَدِيث تعرفُون فصدقوه قَالَ البُخَارِيّ وَرَوَاهُ يَحْيَى ابْن آدم عَن أبي هُرَيْرَة وَهُوَ وهم لَيْسَ فِيهِ أَبُو هُرَيْرَة انْتَهَى
قلت يعلم من مَجْمُوع الطّرق أَن للْحَدِيث أصلا وَلَيْسَ بموضوع وَمن شواهده حَدِيث ثَوْبَان الَّذِي حكم ابْن الْجَوْزِيّ بِوَضْعِهِ وَقد تعقب عَلَيْهِ السُّيُوطِيّ وَقَالَ قَوْله إِن يزِيد مَجْهُول مَرْدُود فَإِن لَهُ تَرْجَمَة فِي الْمِيزَان وَقد ضعفه الْأَكْثَر وَقَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو مسْهر كَانَ يزِيد بن أبي ربيعَة فَقِيها غير مُتَّهم مَا يُنكر عَلَيْهِ أَنه أدْرك أَبَا أَشْعَث وَلَكِن لَا أخْشَى عَلَيْهِ سوء الْحِفْظ وَالوهم وَقَوله إِن أَبَا الْأَشْعَث لَا يرْوَى عَن ثَوْبَان مَرْدُود فقد رَوَى أَبُو النَّضر حَدثنَا يزِيد بن ربيعَة ثَنَا أَبُو الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ قَالَ سَمِعت ثَوْبَان يحدث عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه قَالَ يقبل الْجَبَّار فيثنى رجله عَلَى الجسر الحَدِيث انْتَهَى وَمَعْنى الحَدِيث كَمَا قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي النَّوَادِر إِن من تكلم بعد الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ بِشَيْء من الْحق فالرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ سَابق إِلَى ذَلِك القَوْل وَإِن لم يكن تكلم بذلك اللَّفْظ الْمَخْصُوص لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَتَى بِأَصْلِهِ مُجملا فَقَوله صدقُوا بِهِ قلته أَو لم أَقَله أَي إِن لم أَقَله بذلك اللَّفْظ الَّذِي حدث بِهِ عني وَالْخطاب بِهَذَا إِنَّمَا هُوَ للَّذين صفت قُلُوبهم عَن كدر الشَّهَوَات وَرفعت عَن بصر بصائرهم حجب الظُّلُمَات وَمن شواهده مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد ثَنَا حَدثنَا أَبُو عَامر ثَنَا سُلَيْمَان بن بِلَال عَن أبي عبد الرَّحْمَن عَن عبد الْملك بن سعيد بن سُوَيْد عَن أبي حميد أَو أبي أسيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قَالَ إِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث عني تعرفه قُلُوبكُمْ وتلين لَهُ أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وترون أَنه مِنْكُم قريب فَأَنا أولاكم بِهِ وَإِذا سَمِعْتُمْ الحَدِيث عني تنكره قُلُوبكُمْ وتنفر مِنْهُ أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ وترون أَنه مِنْكُم بعيد فَأَنا أبعدكم مِنْهُ وَقَالَ وَشك فيهمَا عبيد بن أبي قُرَّة

الصفحة 88