كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 21)

٩٧٨٩ - عن حسين بن علي، أن عليا قال:
«كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النبي صَلى الله عَليه وسَلم أعطاني شارفا من الخمس، فلما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم واعدت

⦗٥٣٦⦘
رجلا صواغا من بني قينقاع، أن يرتحل معي فنأتي بإذخر، أردت أن أبيعه الصواغين، وأستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما، فقلت: من فعل هذا؟ فقالوا: فعل حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت، في شرب من الأنصار، فانطلقت حتى أدخل على النبي صَلى الله عَليه وسَلم وعنده زيد بن حارثة، فعرف النبي صَلى الله عَليه وسَلم في وجهي الذي لقيت، فقال النبي صَلى الله عَليه وسَلم: ما لك؟ فقلت: يا رسول الله، ما رأيت كاليوم قط، عدا حمزة على ناقتي، فأجب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا النبي صَلى الله عَليه وسَلم بردائه فارتدى، ثم انطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة، حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذنوا لهم، فإذا هم شرب، فطفق رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة قد ثمل، محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ثم صعد النظر، فنظر إلى ركبتيه، ثم صعد النظر فنظر إلى سرته، ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: هل أنتم إلا عبيد لأبي، فعرف رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أنه قد ثمل، فنكص رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم على عقبيه القهقرى، وخرجنا معه» (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٣٠٩١).

الصفحة 535