كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 21)
- وفي رواية: «عمن سمع علي بن أبي طالب يقول: خرجت في يوم شات، من بيت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وقد أخذت إهابا معطونا، فجوبت وسطه، فأدخلته عنقي، وشددت وسطي فحزمته بخوص النخل، وإني لشديد الجوع، ولو كان في بيت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم طعام لطعمت منه، فخرجت ألتمس شيئا، فمررت بيهودي في مال له، وهو يسقي ببكرة له، فاطلعت عليه من ثلمة في الحائط، فقال: ما لك يا أعرابي، هل لك في كل دلو بتمرة؟ قلت: نعم، فافتح الباب حتى أدخل، ففتح فدخلت، فأعطاني دلوه، فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة، حتى إذا امتلأت كفي أرسلت دلوه، وقلت: حسبي، فأكلتها، ثم جرعت من الماء فشربت، ثم جئت المسجد، فوجدت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فيه» (¬١).
- وفي رواية: «عمن سمع علي بن أبي طالب يقول: إنا لجلوس مع رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في المسجد، إذ طلع مصعب بن عمير، ما عليه إلا بردة له، مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم بكى للذي كان فيه من النعمة، والذي هو اليوم فيه، ثم قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة، وراح في حلة، ووضعت بين يديه صحفة، ورفعت أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟ قالوا: يا رسول الله، نحن يومئذ خير منا اليوم، نتفرغ للعبادة، ونكفى المؤنة، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: لأنتم اليوم خير منكم يومئذ».
أخرجه التِّرمِذي (٢٤٧٣ و ٢٤٧٦) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا يونس بن بكير. و «أَبو يَعلى» (٥٠٢) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي.
---------------
(¬١) اللفظ للترمذي (٢٤٧٣).
الصفحة 633
672