كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 21)

- وفي رواية: «عن زيد بن وهب، قال: لما خرجت الخوارج بالنهروان، قام علي في أصحابه، فقال: إن هؤلاء القوم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سرح الناس، وهم أقرب العدو إليكم، وإن تسيروا إلى عدوكم، أنا أخاف أن يخلفكم هؤلاء في أعقابكم، إني سمعت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يقول: تخرج خارجة من أمتي، ليس صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، يقرؤون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام، كما يمرق السهم من الرمية، وآية ذلك: أن فيهم رجلا له عضد، وليس لها ذراع، عليها مثل حلمة الثدي، عليها شعرات بيض، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما لهم على لسان نبيهم، لاتكلوا على العمل، فسيروا على اسم الله» فذكر الحديث بطوله (¬١).
- وفي رواية: «عن زيد بن وهب، قال: خطبنا علي بقنطرة الديزجان، فقال: إنه قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق، وفيهم ذو الثدية، فقاتلهم، فقالت الحرورية بعضهم لبعض: لا تكلموه، فيردكم كما ردكم يوم حروراء، فشجر بعضهم بعضا بالرماح، فقال رجل من أصحاب علي: اقطعوا العوالي، والعوالي: الرماح، فداروا واستداروا، وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا، أو ثلاثة عشر رجلا، فقال علي: التمسوا المخدج، وذلك في يوم شات، فقالوا: ما نقدر عليه، فركب علي بغلة النبي صَلى الله عَليه وسَلم الشهباء، فأتى وهدة من الأرض، فقال: التمسوه

⦗٦٤٣⦘
في هؤلاء، فأخرج، فقال: ما كذبت، ولا كذبت، فقال: اعملوا ولا تتكلوا، لولا أني أخاف أن تتكلوا، لأخبرتكم بما قضى الله لكم على لسانه، يعني النبي صَلى الله عَليه وسَلم ولقد شهدنا أناس باليمن، قالوا: كيف يا أمير المؤمنين؟ قال: كان هواهم معنا» (¬٢).
أخرجه عبد الرزاق (١٨٦٥٠) عن عبد الملك بن أبي سليمان. و «ابن أبي شيبة» (٣٩٠٥٣) قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا موسى بن قيس الحضرمي.
---------------
(¬١) اللفظ لعبد الله بن أحمد (٧٠٦).
(¬٢) اللفظ للنسائي (٨٥١٧).

الصفحة 642