كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 21)

وكان علي يحدثنا قبل ذلك، إن قوما يخرجون من الإسلام, يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية, علامتهم رجل مخدج اليد، قال: فسمعت ذلك منه مرارا كثيرة، قال: وسمعه نافع: المخدج أيضا, حتى رأيته يتكره طعامه، من كثرة ما سمعه منه، قال: وكان نافع معنا في المسجد، يصلي فيه بالنهار, ويبيت فيه بالليل, وقد كسوته برنسا، فلقيته من الغد، فسألته: هل كان خرج مع الناس الذين خرجوا إلى حروراء؟ قال: خرجت أريدهم، حتى إذا بلغت إلى بني فلان، لقيني صبيان, فنزعوا سلاحي, فرجعت حتى إذا كان الحول، أو نحوه، خرج أهل النهروان، وسار علي إليهم, فلم أخرج معه، قال: وخرج أخي أَبو عبد الله، ومولاه مع علي، قال: فأخبرني أَبو عبد الله، أن عليا سار إليهم، حتى إذا كان حذاءهم على شاطئ النهروان، أرسل إليهم يناشدهم الله، ويأمرهم أن يرجعوا, فلم تزل رسله تختلف إليهم، حتى قتلوا رسوله، فلما رأى ذلك نهض إليهم، فقاتلهم حتى فرغ منهم كلهم، ثم أمر أصحابه أن يلتمسوا المخدج، فالتمسوه، فقال بعضهم: ما نجده حيا، وقال بعضهم: ما هو فيهم، ثم إنه جاءه رجل فبشره، فقال: يا أمير المؤمنين, قد والله وجدناه تحت قتيلين في ساقية، فقال: اقطعوا يده المخدجة وأتوني بها، فلما أتي بها أخذها بيده، ثم رفعها، ثم قال: والله، ما كذبت، ولا كذبت.
• وأخرجه أَبو داود (٤٧٧٠) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم، قال: إن كان ذلك المخدج لمعنا يومئذ في المسجد، نجالسه بالليل والنهار، وكان فقيرا، ورأيته مع المساكين يشهد طعام علي مع الناس، وقد كسوته برنسا لي.

⦗٦٤٧⦘
قال أَبو مريم: وكان المخدج يسمى نافعا ذا الثدية، وكان في يده مثل ثدي المرأة، على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي، عليه شعيرات مثل سبالة السنور.
قال أَبو داود: هو عند الناس اسمه حرقوص (¬١).
---------------
(¬١) تحفة الأشراف (١٠٣٣٣).

الصفحة 646