كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 21)

٩٨٩٤ - عن أبي الوضيء عباد، أنه قال: كنا عامدين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب، فلما بلغنا مسيرة ليلتين، أو ثلاث، من حروراء، شذ منا ناس كثير، فذكرنا ذلك لعلي، فقال: لا يهولنكم أمرهم، فإنهم سيرجعون، فذكر الحديث بطوله، قال: فحمد الله علي بن أبي طالب، وقال:
«إن خليلي أخبرني، أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد، على حلمة ثديه شعرات، كأنهن ذنب اليربوع».
فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنا لم نجده، فقال: التمسوه، فوالله ما كذبت ولا كذبت، ثلاثا، فقلنا: لم نجده، فجاء علي بنفسه، فجعل يقول: اقلبوا ذا، اقلبوا ذا، حتى جاء رجل من الكوفة، فقال: هو ذا، قال علي: الله أكبر، لا يأتيكم أحد يخبركم من أَبوه، فجعل الناس يقولون: هذا مالك، هذا مالك، يقول علي: ابن من هو (¬١).

⦗٦٥٤⦘
- وفي رواية: «عن أبي الوضيء، قال: شهدت عليا حيث قتل أهل النهروان، قال: التمسوا لي المخدج، فطلبوه في القتلى، فقالوا: ليس نجده، فقال: ارجعوا فالتمسوا، فوالله ما كذبت ولا كذبت، فرجعوا فطلبوه، فردد ذلك مرارا، كل ذلك يحلف بالله: ما كذبت ولا كذبت، فانطلقوا فوجدوه تحت القتلى في طين، فاستخرجوه، فجيء به، فقال أَبو الوضيء: فكأني أنظر إليه، حبشي عليه ثدي قد طبق، إحدى يديه مثل ثدي المرأة، عليها شعرات مثل شعرات تكون على ذنب اليربوع» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ لعبد الله بن أحمد (١١٨٩).
(¬٢) اللفظ لعبد الله بن أحمد (١١٧٩).

الصفحة 653