كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 21)

هبة الله بن الفَضْل (¬1)
ابن عبد العزيز، أبو القاسم البغدادي.
الغالب على شعره الهجو، ومن شعره (¬2): [من الوافر]
يا مَنْ هَجَرَتْ فما تُبالي ... هل ترجعُ دولةُ الوصالِ
ما أطمَعُ يا عذابَ قلبي ... أن ينعَمَ في هواكِ بالي
الطَّرْفُ كما عهدت باكٍ ... والجسمُ كما تَرَينَ بالِ
ما ضرَّكِ أن تُعَلِّليني ... في الوَصل بموعدٍ مُحالِ
أهواكِ وأنتِ حَظُّ غيري ... يا قاتلتي فما احْتيالي
أيَّامُ عَنَايَ فيكِ سودٌ ... ما أشبَههُنَّ باللَّيالي
العُذَّلُ فيك يزجروني ... عن حُبِّك ما لهم وما لي
يا مُلْزِميَ السُّلُوَّ عنها ... الصَّبُّ أنا وأنتَ سالِ
والقولُ بتركها صوابٌ ... ما أَحْسَنَهُ لو استوى لي
في طاعتها بلا اختياري ... قد صَحَّ بعِشْقها اختبالي
طلَّقْتُ تجلُّدي ثلاثًا ... والصَّبْوةُ بَعدُ في حبالي (¬3)
وقال يمدح ابنَ هبيرة، من أبيات: [من البسيط]
أهلًا وسهلًا بمولانا فأَوْبتُهُ ... لكلِّ شاكٍ بها من رِفْدِهِ فَرَجُ
لا أعدَمَ الله فيك الخَلْقَ راحتهم ... يا من به تَفْخَرُ الدُّنيا وتَبْتَهِجُ
ودامَ جُودُك عونَ الدِّين يَغْمُرُنا ... يا مَنْ تعيشُ بما تسخو به المُهَجُ
¬__________
(¬1) له ترجمة في "المنتظم": 10/ 207، و"خريدة القصر" قسم شعراء العراق: 1/ 270 - 288، و "طبقات الأطباء": 380 - 389، "وفيات الأعيان": 6/ 53 - 61، و"الوافي بالوفيات": 27/ 307 - 312، و"لسان الميزان": 6/ 189، وعندهم وفاته سنة (558 هـ).
(¬2) قال العلامة محمد بهجة الأثري في تعليقه على "الخريدة": وزن هذا الشعر من الوافر إلا أنه دخل فيه العَقَص، وهو اجتماع الخَرْم والعَضْب، فنقل فيه مفاعيلن إلى مفعولُ -بتحريك اللام- وهذه الحالة في البحر الوافر تشكل على معظم الأدباء، لقلتها وغرابتها، فيقع بينهم التنازع فيها.
قلتُ: وعدَّه بعضُهم من مجزوء الوافر، ومال العلامة عز الدين التنوخي إلى أنه من مجزوء الدوبيت، والله أعلم، انظر "إحياء العروض": ص 61.
(¬3) "خريدة القصر" قسم شعراء العراق: 1/ 273 - 275، وقد ساقها بتمامها ابن أبي أصيبعة في "طبقات الأطباء".

الصفحة 24