كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 21)

مِقْدامًا، جَوَادًا فاضلًا، شاعرًا فصيحًا، عاشَرَ العلماء والأدباء، وتخلَّق بأخلاقهم، واكتسب من أوصافهم، وله ديوان، فمنه: [من البسيط]
قلبي وإن عَذَّبوه ليس يَنْقَلِبُ ... عن حُبِّ قومٍ متى ما عَذَّبوا عَذُبُوا
راضٍ إذا سَخِطُوا دانٍ إذا شَحَطُوا ... هم المُنى ليَ إنْ شَطُّوا وإن قَرُبوا (¬1)
وقال: [من الوافر]
إذا حَثُّوا مطاياهم لِبَينٍ ... فسائِقُها لأحشائي يَحُثُّ
قتيلُكُمُ وحقِّ الوَصْلِ صالٍ ... جحيمَ الهَجْرِ فابْكُوه وأُرثوا
جديدًا كان حَبْلُ الوَصْلِ دَهْرًا ... فمذْ هجروا فحبلُ الوَصْلِ رَثُّ
فؤاد الصَّبِّ بالهِجْرانِ مَيتٌ ... ووَصْلُكُمُ له نَشْرٌ وبَعْثُ (¬2)
وقال: [من السريع]
قد صاحَ حادي عِيسِهِمْ بالنَّوى ... فصَمَّ سَمْعي حين نادى وصاحْ
صافحتُهُ والقَلْبُ في أَسْرِهِ ... فَسَلَّ باللَّحْظِ عليَّ الصِّفاحْ
وقال لي أنتَ قتيلُ الهوى ... قلتُ كذاك أثخنتني الجِراحْ (¬3)
وقال: [من الطويل]
دمشقُ سَقَاكِ اللهُ صوبَ غمامةٍ ... فما غائِبٌ عنها لديَّ رشيدُ
عسى مُسْعِدٌ لي أَنْ أبيتَ بأَرْضِها ... ألا إنَّني لو صَحَّ لي لسعيدُ (3)
وقال: [من الطويل]
يقولون لي إنَّا سنرجِعُ من شبرا ... ومَنْ لي بأنِّي لا أُفارِقُهُمْ شِبْرا
وكيفَ احتيالي والهوى قائدٌ لهم ... فؤادًا أبي أَنْ يقتني بَعْدَهُمْ صَبْرا
فَرِقُّوا لقلبٍ قَلَّبَتْهُ يَدُ النَوى ... وعَينٍ عليكمْ بعد بُعْدِكُمُ عَبْرَى (¬4)
وقال: [من مجزوء الكامل]
¬__________
(¬1) "الخريدة" بداية قسم شعراء الشام: 87 - 88.
(¬2) "الخريدة" بداية قسم شعراء الشام: 90.
(¬3) "الخريدة": ": 91 - 95.
(¬4) "الخريدة": "97 - 101.

الصفحة 393