٧٤٢٢٣ - قال مقاتل بن سليمان: {بَيْنَهُما بَرْزَخٌ} يعني: حاجزًا، حجز الله أحدهما عن الآخر بقدرته، {لا يَبْغِيانِ} يعني: لا يبغي أحدُهما على الآخر، فلا يختلطان، ولا يتغيّر طعمهما، وكان هذا مِن النِّعَم، فلذلك قال: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما} يعني: فبأي نعماء ربكما {تُكَذِّبانِ} أنها ليست من الله تعالى (¬٢). (ز)
٧٤٢٢٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {لا يَبْغِيانِ}، قال: لا يبغي أحدُهما أن يلتقي مع صاحبه (¬٣). (ز)
٧٤٢٢٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- {بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ}: مَنَعهما أن يلتقيا بالبرزخ الذي جَعل بينهما من الأرض. قال: والبرزخ: بُعد الأرض الذي جُعل بينهما (¬٤) [٦٣٧٣]. (ز)
{يَخْرُجُ مِنْهُمَا}
٧٤٢٢٦ - قال يحيى بن يَعْمَر: {يَخْرُجُ مِنهُما}، أي: مِن أحدهما (¬٥). (ز)
---------------
[٦٣٧٢] ذكر ابنُ عطية (٨/ ١٦٦) نحو قول عطاء، فقال: «والبرزخ أيضًا: المدة التي بين الدنيا والآخرة للموتى». وعلَّق عليه بقوله: «فهو حاجز».
[٦٣٧٣] اختُلف في قوله: {لا يبغيان} على أقوال: الأول: لا يبغي أحدهما على الآخر. الثاني: لا يختلطان. الثالث: لا يبغيان على اليابس. الرابع: لا يبغيان أن يلتقيا.
وعلّق ابنُ عطية (٨/ ١٦٦) على القول الأول والثالث بقوله: «وهذان القولان على أنّ اللفظة من البغي». وعلّق على القول الرابع فقال: «وقال بعض المتأولين: هي من قولك: بغى إذا طلب، فمعناه: لا يبغيان حالًا غير حالهما التي خُلقا وسُخّرا لها».
وقد رجّح ابنُ جرير (٢٢/ ٢٠٤) العموم، فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله وصف البحرين اللذَيْن ذكرهما في هذه الآية أنهما لا يبغيان، ولم يُخصّص وصْفهما في شيء دون شيء، بل عمّ الخبر عنهما بذلك، فالصواب أن يُعمّ كما عمّ -جل ثناؤه-، فيقال: إنهما لا يبغيان على شيء، ولا يبغي أحدهما على صاحبه، ولا يتجاوزان حدّ الله الذي حدّه لهما».
_________
(¬١) أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص ١١٣.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٩٧.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٢٠٤.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٢٠٢.
(¬٥) تفسير ابن أبي زمنين ٤/ ٣٢٨.