كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 21)

تفسير الآية:
٧٤٣٠٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أيُّهَ الثَّقَلانِ}، قال: هذا وعيد من الله لعباده، وليس بالله شُغل (¬١). (١٤/ ١٢٣)

٧٤٣٠٣ - عن سعيد بن جُبَير: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ}، يقول: سأقصد لحسابكم (¬٢). (ز)

٧٤٣٠٤ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أيُّهَ الثَّقَلانِ}، قال: وعيد (¬٣). (١٤/ ١٢٣)

٧٤٣٠٥ - عن الحسن البصري: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ} مما أوعدناكم وأخبرناكم، فنحاسبكم ونجازيكم، ونُنجز لكم ما وعدناكم، ونُوصل كلًّا إلى ما وعدناه، فيتمّ ذلك، ويفرغ منه (¬٤). (ز)

٧٤٣٠٦ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، نحوه (¬٥). (ز)

٧٤٣٠٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أيُّهَ الثَّقَلانِ}، قال: قد دَنا مِن الله فراغٌ لخلْقه (¬٦). (ز)

٧٤٣٠٨ - قال مقاتل بن سليمان: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أيُّهَ الثَّقَلانِ}، يعني: سَنَفْرغ لحساب الإنس والجن، ولم يَعنِ به الشياطين؛ لأنهم هم أغْوَوُا الإنس والجنّ، وهذا من كلام العرب يقول: سَأفرغ لك. وإنه لفارغ قبل ذلك، وهذا تهديد، والله تعالى لا يَشغَله شيء، يقول: سَيَفرغ الله في الآخرة لحسابكم، أيها الثّقلان (¬٧) [٦٣٨٠]. (ز)
---------------
[٦٣٨٠] بيّن ابن جرير (٢٢/ ٢١٦) أنّ قوله تعالى: {سنفرغ لكم أيها الثقلان}: «وعيد من الله لعباده وتهدّيد، كقول القائل الذي يتهدّد غيره ويتوعّده، ولا شُغل له يَشغَله عن عقابه: لأتفرّغنّ لك، وسأتفرّغ لك. بمعنى: سأجدّ في أمرك وأعاقبك، وقد يقول القائل للذي لا شُغل له: قد فَرغتَ لي، وقد فَرغتَ لشتمي. أي: أخذتَ فيه، وأقبلتَ عليه، وكذلك قوله -جلّ ثناؤه-: {سنفرغ لكم} سنحاسبكم، ونأخذ في أمركم، أيها الإنس والجنّ، فنعاقب أهل المعاصي، ونثيب أهل الطاعة». واستدل على ذلك بأقوال السلف. ثم بيّن (٢٢/ ٢١٧) أنّ الآية تحتمل وجهًا آخر، فقال: «وقد يحتمل أنْ يُوجّه معنى ذلك إلى: سَنَفرُغ لكم مِن وعدِناكم ما وعَدْناكم من الثواب والعقاب».
وبيّن ابنُ عطية (٨/ ١٧١) أنّ الوعيد بهذه الآية يكون يوم القيامة، ثم ذكر احتمالًا آخر أنّ ذلك يكون بعذاب في الدنيا، ورجّح الأول بقوله: «والأول أبين». ولم يذكر مستندًا.
_________
(¬١) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٢١٦، وابن المنذر -كما في الفتح ٨/ ٦٢٣ - ، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٠٢٧). وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٩٩.
(¬٣) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٢١٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٤) تفسير الثعلبي ٩/ ١٨٥، وتفسير البغوي ٧/ ٤٤٧.
(¬٥) تفسير الثعلبي ٩/ ١٨٥.
(¬٦) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٢٦٤، وابن جرير ٢٢/ ٢١٦ - ٢١٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.
(¬٧) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٩٩.

الصفحة 114