كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 21)

القَمَرُ}، قال: كما رأيتم القمر مُنشقًا فإنّ الذي أخبركم عن اقتراب الساعة حقّ (¬١). (١٤/ ٦٥)

٧٣٧٠٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ وانْشَقَّ القَمَرُ}: يُحدث الله في خلْقه ما يشاء (¬٢). (ز)

٧٣٧٠٨ - عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق ابنه عثمان- {وانْشَقَّ القَمَرُ} أنّ معناه: وسينشقّ القمر (¬٣). (ز)

٧٣٧٠٩ - قال مقاتل بن سليمان: {اقْتَرَبَتِ السّاعَةُ} يعني: القيامة، ومن علامة ذلك: خروج النبي - صلى الله عليه وسلم -، والدُّخان، وانشقاق القمر. وذلك أنّ كفار مكة سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يريهم آية، فانشقّ القمر نِصفين، فقالوا: هذا عمل السّحرة (¬٤) [٦٣١٠]. (ز)


{وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢)}
٧٣٧١٠ - قال أبو العالية الرِّياحيّ =

٧٣٧١١ - والضَّحّاك بن مُزاحِم: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ}، أي: مُحكمٌ شديد قوي، وهو مِن المرّة، وهي القوّة (¬٥) [٦٣١١]. (ز)
---------------
[٦٣١٠] نقل ابنُ عطية (٨/ ١٣٧) عن الثعلبي أنه قيل: إنّ المعنى: ينشق القمر يوم القيامة. وانتقده مستندًا للسنة، والإجماع، فقال: «وهذا ضعيف، والأمّة على خلافه». وساق الآثار في ثبوت ذلك ووقوعه. وذكر ابنُ كثير (١٣/ ٢٨٩) أن وقوع انشقاق القمر في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر متفق عليه بين العلماء، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات.
[٦٣١١] علَّق ابن عطية (٨/ ١٣٨) على قول الضَّحّاك وأبي العالية، بقوله: "وقال أبو العالية والضَّحّاك: معناه: مشدود، من مراير الحبل، كأنه سحر قد استمرّ، أي: أُحْكم، ومنه قول الشاعر:
حتى استمرّت على شزر مريرته صدق العزيمة لا رتًّا ولا ضرعا".
_________
(¬١) أخرجه عبد الرزاق ٣/ ٢٥٩، وأخرج نحوه ابن مردويه -كما في الفتح ٧/ ١٨٤ - من طريق ابن جريج.
(¬٢) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ١١١.
(¬٣) أخرجه الثعلبي ٩/ ١٦٠.
(¬٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٤/ ١٧٧.
(¬٥) تفسير الثعلبي ٩/ ١٦٢ واللفظ له، وجاء عقبه: وهو من المرّة وهي القوة، وتفسير البغوي ٧/ ٤٢٦.

الصفحة 12