كتاب موسوعة التفسير المأثور (اسم الجزء: 21)

لقد بَكَتِ الملائكةُ مِن بُكائك» (¬١). (١٤/ ١٢٨)


{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩)}
٧٤٣٧٤ - عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: «لا يُحاسَب أحد يوم القيامة فيُغفر له، ويَرى المسلمُ عملَه في قبره؛ يقول الله: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ}» (¬٢). (١٤/ ١٢٩)

٧٤٣٧٥ - عن عبد الله بن عباس، {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ}، قال: لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا؟ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يقول: لِم عملتم كذا وكذا؟ (¬٣). (١٤/ ١٢٩)

٧٤٣٧٦ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ}، يقول: لا أسألهم عن أعمالهم، ولا أسأل بعضهم عن بعض. وهو مثل قوله: {ولا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ المُجْرِمُونَ} [القصص: ٧٨]، ومثل قوله: {ولا تُسْأَلُ عَنْ أصْحابِ الجَحِيمِ} [البقرة: ١١٩] (¬٤). (١٤/ ١٢٩)

٧٤٣٧٧ - قال أبو العالية الرِّياحيّ: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ} لا يَسأل غير المُجرم عن ذنب المُجرم (¬٥). (ز)

٧٤٣٧٨ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إنْسٌ ولا جانٌّ} لا تَسأل الملائكة عن المُجرم؛ يعرفونهم بسيماهم (¬٦) [٦٣٨٨]. (١٤/ ١٢٩)
---------------
[٦٣٨٨] ذكر ابنُ كثير (١٣/ ٣٢٧) قول مجاهد، ثم قال معلّقًا: «وكأنّ هذا بعد ما يؤمر بهم إلى النار، فذلك الوقت لا يُسألون عن ذنوبهم، بل يُقادون إليها، ويُلقَون فيها، كما قال تعالى: {يعرف المجرمون بسيماهم} أي: بعلامات تظهر عليهم».
_________
(¬١) عزاه السيوطي إلى محمد بن نصر.
(¬٢) أخرجه أحمد ٤١/ ٢٤٢ (٢٤٧١٦)، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة به.
قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٥٠ (١٨٣٩٢): «فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد وُثّق، وبقية رجاله رجال الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٨/ ١٥٥ (٧٦٨٢): «فيه ابن لِهيعة».
(¬٣) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.
(¬٤) أخرجه ابن جرير ٢٢/ ٢٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(¬٥) تفسير الثعلبي ٩/ ١٨٨، وتفسير البغوي ٧/ ٤٥٠.
(¬٦) تفسير مجاهد ص ٦٣٨، وأخرجه ابن جرير ٢٢/ ٢٣٠، والبيهقي في الشعب (٢٧٧). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

الصفحة 126