كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 21)

ماردين، فقاتله يومه أجمع، فقتل الضحاك ولم يعلم به مروان ولا أصحابه؛ ثم بلغ مروان قتله، فاستخرجه من بين القتلى وفى وجهه ورأسه أكثر من عشرين ضربة.
وبعث مروان رأسه إلى مدائن الجزيرة.
وقيل: إنّ قتله كان فى سنة [129 هـ] تسع وعشرين ومائة [والله أعلم «1» ] .
وحيث ذكرنا أخبار الضحاك فلنذكر أخبار من خرج بعده فى أيام مروان:
ذكر خبر الخيبرى (الخارجى) «2» وقتله وقيام شيبان
قال: ولما قتل الضحّاك أصبح أهل عسكره فبايعوا الخيبرىّ؛ وكان سليمان بن هشام معه، وأصبحوا واقتتلوا، فحمل الخيبرىّ على مروان فى نحو أربعمائة فارس من [أهل «3» ] الشّراة، فهزم مروان وهو فى القلب، وخرج من العسكر منهزما، ودخل الخيبرى ومن معه عسكر مروان ينادون بشعارهم ويقتلون من أدركوه، حتى انتهوا إلى خيم مروان، فدخلها الخيبرى وجلس على فرش مروان، هذا وميمنة مروان ثابتة، وعليها ابنه عبد الله؛ وميسرته [ثابتة «4» ] وعليها إسحاق بن مسلم العقيلى.
فلما رأى أهل العسكر قلّة من مع الخيبرى ثار إليه «5» عبيدهم بعمد الخيم، فقتلوا الخيبرىّ وأصحابه جميعا فى خيم مروان

الصفحة 519