كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 21)

رأسه إلى مروان بالشام، ومضى ابن عطية إلى صنعاء. فدخلها وأقام بها، فكتب إليه مروان يأمره أن يسرع السير ليحجّ بالناس؛ فسار فى اثنى عشر رجلا ومعه أربعون ألف دينار، وخلّف عسكره وخيله بصنعاء؛ فبينا هو يسير أتاه ابنا جمانة «1» المراديّان فى جمع كثير، فقالوا له ولأصحابه: أنتم لصوص، فأخرج ابن عطيّة عهده على الحج، وقال: هذا عهد أمير المؤمنين، وأنا ابن عطية.
فقالوا: هذا باطل، وأنتم لصوص، فقاتلهم ابن عطية حتى قتل فى سنة [130 هـ] ثلاثين ومائة.
نعود إلى تتمة حوادث سنة (129 هـ) تسع وعشرين ومائة:
فى هذه السنة كان ظهور الدولة العباسية بخراسان على ما تذكره فى أخبار الدولة العباسية.
وفيها غلب عبد الله بن معاوية على فارس على ما نذكر ذلك فى فى أخبار آل أبى طالب.
وحجّ بالناس فى هذه السنة عبد الواحد، وكان هو العامل على مكّة والمدينة والطائف وعلى العراق ابن هبيرة، وعلى خراسان نصر بن سيّار، والفتنة قائمة.
سنة (130 هـ) ثلاثين ومائة:
فى هذه السنة دخل أبو مسلم الخراسانى مرو، وبايع الناس لبنى العباس على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
وفيها هرب نصر بن سيّار عن خراسان.

الصفحة 536