كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

وما جزم به في عقبة بن عمرو قد سلف الاختلاف فيه في الباب قبله، وشهد العقبة مع السبعين، وكان أصغرهم، عرف بالبدري لنزوله بها، أو لموته بها، وأخوة معوذ معاذ وعوف بنو عفراء شهدوا بدرا، وأسلمت أمهم، وشهدها أيضا معاذ ومعوذ وخلاد بنو عمرو بن الجموح، ومعاذ هو الذي ضرب ساق أبي جهل فقطعها، وضربه -أعني: معاذًا- ابنه عكرمة على عاتقه فطرح يده فتعلقت بجلدة، ولم يذكر ابن إسحاق معوذا، ذكره كله الدمياطي وزاد -أعني ابن إسحاق- للثلاثة رابعا يسميه رفاعة شهد عنده بدرًا، وأنكره الواقدي، ومعوذ بكسر الواو، وكان الوقشي يأبى إلا الفتح، وما ذكره في جرح يده، وتعلقها بجلده هو ما ذكره ابن إسحاق بزيادة: لقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت حتى طرحتها (¬1).
قال عياض: وزاد ابن وهب في روايته: فجاء يحمل يده فبصق عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلصقت (¬2). قال ابن إسحاق: ثم عاش إلى زمن عثمان (¬3).
وما ذكره في مرارة وهلال سلف التنبيه عليهما في مقتل خبيب وأنهما ليسا بدريين، ومرارة ومعن (¬4) بكريان حليفا الأنصار.
وقوله في مِسْطَح بْن أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ المُطَّلِبِ، كذا صوابه، وادعى الجياني أنه وقع في نسخة أبي زيد: ابن عبد المطلب.
¬__________
(¬1) "سيرة ابن هشام" 2/ 275 - 276.
(¬2) "الشفا" 1/ 324.
(¬3) "سيرة ابن هشام" 2/ 275 - 276.
(¬4) ورد في هامش الأصل: يعني: ابن عدي.

الصفحة 106