كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

فلم تعنهم وخذلهم ابن أبي وحلفاؤهم من غطفان، وحاصرهم خمسة عشر يومًا (¬1)، وكذا ذكر المدة المذكورة أبو معشر وابن حبان وتوبعا (¬2)، وفي ابن إسحاق عن ابن هشام (¬3): ست ليال ونزل تحريم الخمر (¬4)، وقال سليمان التيمي: قريبا من عشرين ليلة، وقال ابن الطلاع: ثلاثة وعشرين يوما. وعن عائشة: خمسة وعشرين يوما. وفي "تفسير مقاتل": إحدى وعشرين ليلة. قال ابن سعد: ثم أجلاهم فتحملوا على ستمائة بعير وكانت صفيًّا له، حبسًا لنوائبه، ولم يخمسها ولم يسهم منها لأحد إلا لأبي بكر وعمر وابن عوف وصهيب بن سنان والزبير بن العوام وأبي سلمة بن عبد الأسد وأبي دجانة (¬5).
وروى عبد بن حميد في "تفسيره": عن عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب عن رجل له صحبة إن سبب إجلاء بني النضير أن كفار قريش كتبوا بعد بدر إلى اليهود (ينذرونهم) (¬6) فلما بلغهم ذلك اجتمعت بنو النضير على الغدر. وأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اخرج إلينا في ثلاثين من أصحابك، ولنخرج إليك في ثلاثين حبرًا فقالوا بعد: اخرج في ثلاثة ونحن في ثلاثة ففعل، واشتمل كل يهودي على خنجر للفتك به فأرسلت امرأة ناصحة من بني النضير إلى أخيها رجل مسلم من الأنصار فأخبرته، فأقبل أخوها سريعًا حتى
¬__________
(¬1) "الطبقات الكبرى" 2/ 57 - 58.
(¬2) "السيرة النبوية" لابن حبان ص 236.
(¬3) كذا في الأصل، وفي هامش الأصل: ينبغي التعليق وفي ابن هشام عن ابن إسحاق.
(¬4) "سيرة ابن هشام" 3/ 192.
(¬5) "الطبقات الكبرى" 2/ 58.
(¬6) غير واضحة بالأصل، والمثبت الأقرب للسياق.

الصفحة 120