كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

وروى الواقدي أنه أراد أن لا يخرج من المدينة لرؤيا رآها. وفيها: "إن سيفي ذا الفقار انقسم من عند ظبته، وأولته بقتل رجل من بيتي، وكأني مردف كبشًا، وهو كبش الكتبية يقتل إن شاء الله" (¬1). وكان لواء المشركين يومئذ بيد طلحة، وهو ابن عثمان أخو شيبة من بني عبد الدار، كما بينه ابن عائذ فقتل، وكان لواء المسلمين بيد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أي: لواء المهاجرين. وقيل: كان بيد مصعب بن عمير. وكان لواء الأوس بيد أسيد بن حضير، ولواء الخزرج بيد سعد بن عبادة، وكان مع قريش ثلاثة آلاف رجل، ومائتا فرس، وليس في المسلمين فرس واحد. وقال الواقدي: فرس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفرس أبي بردة.
فصل:
معنى قوله تعالى: {تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ} أي: تلزم، يقال: باء بكذا إذا لزمه {وَلَا تَهِنُوا}: لا تَضْعفوا. قاله أبو عبيدة (¬2). قيل: إنه ضعف. قال الفراء: وهنه الله وأوهنه. زاد غيره: ووهنه.
القرح: بضم القاف وفتحها وفتح الراء مصدر قرح يقرح.
قال الكسائي: هو بالضم والفتح واحد، أي: الجراح. وقال الفراء وغيره: هو بالفتح مصدر قرحة، فهو نفس الجراحة. وبالضم: الألم. قال أبو البقاء: ويُقرأ بضمها على الإتباع (¬3).
وقوله: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ} أي: ليعلم صبر المؤمنين إذا غُلبوا، وقد كان تعالى يعلم ذلك غيبًا، إلا أن علم الغيب لا تقع عليه المجازاة، فالمعنى: ليعلمه واقعًا علم شهادة.
¬__________
(¬1) "مغازي الواقدي" ص209.
(¬2) "مجاز القرآن" 1/ 104.
(¬3) "التبيان في إعراب القرآن" لأبي البقاء العكبري 1/ 210.

الصفحة 148