كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

جمع فارط، لما قال سلمان: كنت رجلاً من المجوس، وكنت قطن النار (¬1)، روي بفتح الطاء جمع قاطن ذكره الهروي فيها جميعًا.
وقوله: ("وأنا عليكم شهيد")، قال الداودي: قال ذلك لأنهم تقدموا قبله، وعلم ما وعده. وذكر بلفظ: "وأنا شهيد على هؤلاء" والذي في البخاري ما ذكرته؛ لقوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} الآية [النساء: 41].
وقوله: ("إني انظر إلى الحوض من مقامي هذا") لا مانع من كيف ذلك كله.
وقوله: ("لست أخشى عليكم أن "تشركوا بعدي") يريد جميع أمته؛ لأنه أخبر أنه يظهر دينه على الدين كله.
الحديث الثالث:
حديث البَرَاءِ: لَقِينَا المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ، وَأَجْلَسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بن جبير وَقَالَ: "لَا تَبْرَحُوا، إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ .. " الحديث
قوله: (فلما التقينا هربوا) هو بمعنى قوله: {مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ}.
وقوله: (حتى رأينا النساء يشددن في الجبل). وفي نسخة: يشتددن فيها، أي يصعدن ويُسندن بضم الياء ثم أسند، ومعناه: أنه صار في سند الجبل.
وقال الخطابي: يقال: سند الرجل في الجبل يسند إذا صعد فيه، والسند: ما ارتفع من الأرض في قبل وادٍ (¬2).
¬__________
(¬1) رواه أحمد 5/ 441.
(¬2) "أعلام الحديث" 3/ 1716.

الصفحة 151