كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

الثالث:
وقعة بدر كانت في رمضان كما أسلفناه، وأن خروجه كان يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان، وهو ما قاله ابن سعد (¬1)، وقال ابن إسحاق: خرج في ليال مضت من رمضان، وقال ابن هشام: لثمان خلون منه، واستعمل على المدينة عمرو بن أم مكتوم، ثم رد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة (¬2)، قال الحاكم: ولم يتابع ابن إسحاق على ذكر أبي لبابة، وقد روينا عن الزهري وغيره أن أبا لبابة كان زميل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذِه الغزوة، لكن ذكره في "مستدركه" عن عروة بن الزبير أيضاً (¬3)، ونحوه ذكره ابن سعد (¬4) وابن عقبة وابن حبان (¬5)، وقد يحمل كلام الزهري وغيره على ابتداء المسير، ولما ذكر البيهقي حديث ابن مسعود: كنا يوم بدر نتعاقب ثلاثة على بعير، عليُّ وأبو لبابة زميلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: كذا في الحديث؛ والمشهور عند أهل المغازي: مرثد بن أبي مرثد بدل أبي لبابة، فإن أبا لبابة رده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الروحاء فاستخلفه على المدينة (¬6).
رابعها:
كانت سنة اثنتين كما سلف، إما على رأس سبعة عشر شهرًا من الهجرة، أو لسنة ونصف كما حكاه في "الإكليل" عن مالك، أو لثمان
¬__________
(¬1) "الطبقات" 2/ 12.
(¬2) "سيرة ابن هشام" 2/ 250 - 251.
(¬3) "المستدرك" 3/ 632.
(¬4) "الطبقات" 2/ 12.
(¬5) "صحيح ابن حبان" 11/ 35.
(¬6) "دلائل النبوة" 3/ 39 - 40.

الصفحة 22