كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

وقد سلف كل ذلك في باب من لم يخمس الأسلاب واضحا، فراجعه.
ومعنى (بَرَدَ): سقط ولم يبق إلا خروج نفسه، وقال ابن فارس: برد: مات، ولعله أراد أنه في حكم الميت، ودليله قوله وهل فوق رجل قتلتموه، قال ابن فارس: ويقال للسيوف: البوارد، أي: القواتل عند قوم، وقال آخرون: مس الحديد بارد (¬1).
وقوله: (أأَنْتَ أبا جهل؟) يجوز على قول بعيد مثله قوله:
قد بلغا في المجد غايتاها ... إن أباها وأبا أباها
وقال الداودي: يحتمل معنيين:
أحدهما: أن يقول له ذلك ويستحل اللحن ليغيظ أبا جهل كالمصغر له. الثاني: بإطناب أعني، وفيهما نظر كما أبداه ابن التين معللا بأنه إنما يصح إذا كثرت فيه النعوت، ويغيظه في مثل هذِه بالحال، فاللحن فيه بعد.
ومعنى: أعمد إلى آخره: فوق رجل قتله قومه، كذا فسره أبو عبيد في "غريبه"، قال السهيلي: وفسره ابن هشام بقوله: ليس عليه عار وهو بمعناه، وقال: هو عندي من قولهم: عمد البعير يعمد: إذا (تفضح نابه) (¬2) فهلك، أي: أهلك من رجل قتله قومه (¬3).
قلت: كله في "غريب أبي عبيد" (¬4) وهذا لفظه: قوله: أعمد: هل
¬__________
(¬1) "مجمل اللغة" 1/ 124.
(¬2) كذا بالأصل وفي. "الروض الأنف": (تفسح سنامه).
(¬3) "الروض الأنف" 3/ 49. وانظر "النهاية في غريب الحديث" 2/ 296 - 297.
(¬4) "غريب الحديث" 2/ 192 - 193.

الصفحة 38