كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

رجوع منه إلى الجسد أو إلى بعضه. فإن قلت: فما معنى إلقائهم في القليب؟ قلت: لأن من سنته في مغازيه إذا مر بجيفة إنسان أمر بدفنه ولا يسأل عنه كما أخرجه الدارقطني (¬1)، فإلقاؤهم من هذا الباب، غير أنه كره أن يشق على أصحابه كثرة الجيف، فكان جرهم إلى القليب أيسر عليهم، ووافق أن البئر حفره رجل من بني النجار (¬2) كما سيأتي، فكان مناسبًا لهم.
الحديث الحادي عشر:
حديث عمرو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} [إبراهيم: 28] قَالَ: هُمْ والله كُفَّارُ قُرَيْشٍ. قَالَ عَمْرٌو: هُمْ قُرَيْشٌ, وَمُحَمَّدٌ نِعْمَةُ اللهِ, {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] قَالَ: النَّارَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قلت: وروي عن ابن عباس أيضًا: أنهم قادة المشركين يوم بدر (¬3)، والبوار لغة: الهلاك، وقيل في التبديل: جعلوا شكر نعمته (...) أن عبدوا غيره.
الحديث التاني عشر:
حديث هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ لما ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ، أَنَّ ابن عُمَرَ رَفَعَ إِلَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ" .. الحديث سلف قريبًا الإشارة إليه.
¬__________
(¬1) "سنن الدارقطني" 4/ 116.
(¬2) ذكر في الأصل: النار، والصواب ما أثبتناه، انظر: "الروض الأنف" 3/ 62 - 63.
(¬3) رواه الطبري في "تفسيره" 7/ 454.

الصفحة 45