كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

خاتمة نختم بها ما ذكره البخاري:
روى ابن سعد في "طبقاته" بإسناد جيد، عن أنس - عليه السلام -: كانت عامة وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين حضره الموت: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" حتى جعل يغرغر بها في صدره، وما كاد يفصح بها لسانه (¬1).
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: آخر ما عهد به - صلى الله عليه وسلم - أنه أوصى بالرهاويين وجعل يقول: "إن بقيت لا أدع بجزيرة العرب دينين" (¬2)، وفي حديث علي بن عبد الله بن عباس أوصى بالدوسيين والداريين والرهاويين خيرًا (¬3)، وعن جابر - رضي الله عنه -: أوصى قبل موته بثلاث: "ألا لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
وأخرجه مسلم أيضًا (¬4)، وفي "مسند أحمد" من حديث أبي عبيدة بن الجراح: آخر ما تكلم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجر ان من جزيرة العرب" (¬5)، وفي "الإكليل": "اليهود والنصارى من الحجاز"، وروى سليمان بن طرخان: آخر ما تكلم به جلال الدين الرفيع: "فقد بلغت".
¬__________
(¬1) "الطبقات" 2/ 253.
(¬2) السابق 2/ 254.
(¬3) المصدر السابق.
(¬4) مسلم (2877) كتاب: الجنة ونعيمها، باب: الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت.
(¬5) "مسند أحمد" 1/ 196.

الصفحة 645