كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

عن الأصمعي، ورواية غيره عنه أن واحده خشرمة (¬1).
قلت: نقل أبو حنيفة عن غير أبي عبيد: أن واحدها دبرة، وكذا قاله الخطابي. قال أبو حنيفة: وهو عند من رأينا من الأعراب: الزنابير، وهو المشهور. قال الأصمعي: وجمع الدبر: دبور، وقال الباهلي: الدبْر: النحل، والدَّبَر، والجمع: الدبور، وذكر بعض الرواة أنه يقال لأولاد الجراد: الدبر، وقول العرب: ما له دبر منه مراد للكثرة قال أبو حنيفة: وحمى الدبر وإنما حمته الزنابير لا النحل، فالدبر على هذا هو الجنسان جميعاً، وقال أبو خيرة، وأصحابه: الدبر: الزنابير، وعبارة الداودي: طائر صغير فوق الذباب حماه الله بها. وعبارة الهروي وابن فارس: الدبر: النحل (¬2)، وقال أبو عبد الملك: الدبر: ذكر النحل، وكباره (¬3).
الثالت عشر:
الدثنة مقلوب من الثدنة (¬4) كما قاله السهيلي (¬5)، والثدن: استرخاء اللحم. هذا كلامه، وقد ذكر أهل اللغة أنه يقال: دثن الطائر: إذا طار فأسرع السقوط في مواضع متقاربة فدثن في الشجرة: اتخذ فيها عشًّا، والدثينة: الدنية، فيحتمل أنها سميت بواحدة من هذِه، وما ذكره من أن الثدن: استرخاء اللحم يخالف قوله: ثدن الرجل: إذا أكثر فيه اللحم، وامرأة ثدنة: لحمة في سماجة، وقيل: مسمنة، قال كراع:
¬__________
(¬1) "الروض الأنف" 3/ 234.
(¬2) "مجمل اللغة" 2/ 345.
(¬3) غير واضحة بالأصل ولعل ما أثبتناه أشبه لرسم الكلمة.
(¬4) في الأصل: الدنثة، والمثبت من "الروض الأنف".
(¬5) "الروض الأنف" 3/ 233.

الصفحة 67