كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

وقوله: (لَوْلَا أَنْ تَحْسِبُوا أَنَّ ما بي جَزَعٌ لَزِدْتُ) هذا صواب؛ لأنه خبر أنًّ، وأورده ابن التين بلفظ: لولا أن تحسبوا أن بي جزعًا. قال: وصوابه ما ذكرت.
السادس عشر: قوله: ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
فَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا ... على أيِّ جَنْبٍ كَانَ لله مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ ... يُبَارِكْ على أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ
زاد ابن هشام، وقال: (أكثر) (¬1) أهل العلم بالشعر ينكرها له.
لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كل مجمع
وكلهم مبدي العداوة جاهدًا ... علَّي لأني في وثاق مضيع
وقد جمعوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنَّع
إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبِّرني على ما يراد بي ... فقد بضعوا لحمي وقدياس مطمعي
وذلك في ذات الإله .. إلى آخره
وقوله أولاً: فَلَسْتُ أُبَالِي) (¬2).
وقد خيروني الكفر والموت دونه ... وقد هملت عيناي من غير مجزع
وما بي حذار الموت أني لميت ... ولكن حذاري حجم نار ملفَّع
ووالله ما أرجو إذا مت مسلمًا ... على أي جنب كان في الله مصرعي
ولست بمبد للعدو تخشعًا ... ولا جزَعًا إني إلى الله مرجعي (¬3)
¬__________
(¬1) عند ابن هشام: وبعض.
(¬2) في هامش الأصل: كذا في النسخة المنقول منها، وبعد إلى آخره، صح، ولكن قد كتب في النسخة الأخرى، ولم يضرب عليها رهط ثابتة في الأصل، وهي ما ذكرته أنا في الأصل فانظره.
(¬3) "السيرة النبوية" لابن هشام 3/ 170 - 171.

الصفحة 69