كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 21)

تَابَعَهُ أَصْبَغُ، عَنِ ابن وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابن شِهَابٍ وَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ -مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيِّ- أَنَّ مُحَمَّدَ بْنِ البُكَيْرِ وَكَانَ أَبُوهُ شَهِدَ بَدْرًا.
وسيأتي الحديث في النكاح (¬1) إن شاء الله.
وفيه: جواز المكاتبة بالعلم وبه أخذ من قال بالإجازة وهو أحد طرق الرواية.
وفيه: أن سعد بن خولة شهد بدرًا، وهو يرد على ابن مزين في قوله: إنما رثى له لأنه لم يهاجر.
وهو من أهل اليمن حليف بني عامر بن لؤي، كنيته: أبو سعيد هاجر إلى الحبشة، ثم إلى المدينة ونزل على كلثوم بن الهدم، وشهادته لبدر كانت وهو ابن خمس وعشرين سنة، وشهد أحدًا والخندق والحديبية، وخرج إلى مكة فمات بها قبل الفتح، وقيل: إنه مولى بني رهم بن عبد العزى العامري، ولما كان يوم الفتح مرض سعد بن أبي وقاص فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوده لما قدم من الجِعرانة معتمرًا (¬2) فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم"، لكن البائس سعد بن خولة يرثى له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة (¬3).
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (5319).
(¬2) في هامش الأصل: إنما عاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع كما في بعض طرق "الصحيح" وأيضاً سعد بن خولة توفي في حجة الوداع كما في بعض طرق هذا "الصحيح".
(¬3) سلف برقم (3936) كتاب: مناقب الأنصار، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أمض لأصحابي هجرتهم".

الصفحة 71